من البطحا لسوق الحميدية

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** قلت للزميل الصديق محمد الوعيل ونحن نخطو في ذلك الشارع الطويل الشهير \”سوق الحميدية\” ياه يا محمد إنه يذكرني بذلك الزمن \”الحلم\” الذي كانت تعيشه أمتنا العربية عندما كانت تلك الشحرورة ينطلق صوتها المزغرد:
من الموسكي لسوق الحميدية
أنا عارفة السكة لوحديه
إنه زمن \”الحلم العربي\” الذي ضاع من بين أصابع الزمن في لحظة لا أسود منها.. وذلك الصوت الراعف بالقوة والوضوح.
أنا واقف فوق الاهرام
أمامي بساتين الشام
كان \”محمد\” يستمع لي في صمت ثم قال لي: ليه تريد أن تنزعنا من هذا الهدوء النفسي الذي يعيشه العرب؟ لذت بالصمت، ليقطع ذلك صوت ذلك \”الدمشقي\” وهو يقول لنا:
أهلين بكم في بلدكم لقد اشتقنا لكم كثيراً.
رحت أقلب في بعض الملابس المعروضة أمامنا وهو لا يزال يطلق في آذاننا تلك العبارات \”الشامية\” الجميلة.
لقد قطعنا السوق الطويل ونحن نتخلل ذلك الزحام المليء بأصناف الناس، إنه سوق يدعوك إلى ذلك الماضي ليجعله أكثر وضوحاً وعلامة قوة لاستمداد ذلك التضامن العربي الذي كان سيد المواقف وأبهاها وعزها الذي نرى بصيصاً من أمل في العودة إليه بأكثر قوة وصلابة لنردد هذه المرة:
من \”البطحا\” لسوق الحميدية
أنا عارفة السكة لوحديه

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *