المهندسة منال وبائعة اللبن
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]
المهندسة منال السيد اسم سيظل يردده المصريون كثيرا وسيبقى في ذاكرتهم طويلا بعد أن أصبحت في نظرهم بطلة قومية وقد أختيرت لتكون شخصية العام في جمهورية مصرالعربية بأسرها لأنها قالت للفساد الإداري قف عند حدك وأثبتت أن الضمائر المؤمنة الحية ليست معلبات استهلاكية للبيع توضع على أرفف السوبر ماركت أوثلاجة المجمدات بعد أن رفضت عرضا مغريا برشوة قيمتها مليوني جنيه مصري ثمناً لخدمات مشبوهة تقدمها لمصلحة بعض الشركات فأبت أن تبيع دينها وضميرها ووطنيتها بكل أموال الدنيا فما كان منها إلا أن قامت بإبلاغ الجهات ذات العلاقة وقاموا بما ينبغي القيام به فكانت حديث الصحافة والأجهزة الإعلامية المختلفة لأنها هزمت هذا الفساد المستشري في المجتمعات بالضربة القاضية ولقنته درسا لن ينساه جزاء له وردعا لأمثاله عكس بعض الضمائر التي باعت نفسها للشيطان وزبانيته بثمن بخس وأنا أركز على دور الأسرة في تربية أبنائها على مبادئ الأخلاق الإسلامية القويمة والأمانة واللقمة الحلال والقناعة التي تجعل من الفرد المؤمن أغنى الأغنياء ولو قدر لي مقابلة والدها لطبعت على رأسه قبلة إعجاب وتقدير تبجيلا له ولابنته الباش مهندسة لتربيته القويمة التي آتت أكلها ولقلت له لقد ربحت تجارتك يا أبا منال ولو كنت في موقع المسؤولية لأقمت حفلا تكريميا رسميا وشعبيا لهذه الأسرة ولقدمت قيمة الرشوة هدية لها ولألزمت الشركات لتكريمها لتقديم الهدايا المادية والعينية لهذه الأسرة المؤمنة الأمينة في زمن كادت فيه الأمانة أن تضيع وتضعف أمام المغريات والضعف البشري وكما الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم \”إذا ضاعت الأمانة فانتظروا الساعة \”
ولاأعلم لماذا ربطت بين المهندسة منال السيد وبين بائعة اللبن وقصتها الشهيرة التي تعود إلى صدر الإسلام وفي عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند سمع امرأة تقول لابنتها : هيا يابنية أعدي اللبن وأخلطيه بالماء وخديه إلى السوق لنبيعه بربح أكبر فقالت لها لا ياأماه إن أمير المؤمنين الفاروق قد نهى عن خلط اللبن بالماء فقالت وأين هو عمر حتى يرانا؟ فردت بقولتها الشهيرة\” إذا كان عمر لايرانا فإن رب عمر يرانا\” وكان الفاروق يسمعهما فما كان منه إلا أن أخذ بيد ابنه عاصم وأمره بالزواج منها وأراد الله أن تكون ابنتها العمرية النسب بنت عاصم أميرة على مصر بأسرها وأتخذت من مدينة حلوان مقرا لها مع زوجها الأمير عبدالعزيز بن مروان أمير مصر في عهد الخلافة الأموية وأنجبت أعظم الرجال بعد الخلفاء الراشدين الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز فالنبت الطيب لاينتج إلا نبتا طيبا وهذا يدحض نظريات علماء الوراثة الغربيين الذين يقولون إن الأخلاق لاتورث ونحن نقول جازمين إن الخلق القويم يورث ويكتسب في آن معا فاللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك
وقفة
قال تعالى في محكم التنزيل بعد بسم الله الرحمن الرحيم
(والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لايخرج إلانكدا كذلك نصرف الأيات لقوم يشكرون) سورة الأعراف آية 58
التصنيف: