[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالحميد سعيد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]

بعد أن اظلنا عيد الفطر المبارك واحيا المسلمون شهر رمضان الفضيل صياما وقياما وتراحما.. وتعاطفا. واليوم يحق للصائمين القائمين ان يفرحوا فللصائم كما اخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه.
ان رمضان مدرسة ايمانية قرآنية ربانية جامعة لكل خصال الخير، والرابح حقا من تعلم فيها ومنها، ولم يضيع وقتا ولم يهدر فرصة من التربية على اخلاقها وقيمها، والتزود من خيرها وفضائلها لتكون زاده الرباني طوال العام.
والكيس من وطن نفسه على العيش في اجواء تلك المدرسة وعلى قيمها وهديها واخلاقها طوال العام، فواظب على العبادة وتلاوة كتاب الله، وواظب على التزود من العلم والفقه في الدين، باذلاً الغالي والنفيس، وواظب على حسن الصلة بالله بصيام التطوع وقيام الليل والذكر ومحاسبة النفس وبذل الصدقات، وداوم على التوبة الى الله، وراقبه سبحانه وتعالى في كل تصرفاته وسلوكه، واجتهد في تظهير قلبه من كل غبش او كدر او غش او حقد او حسد، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم صوم شهر الصبر وثلاثة ايام من كل شهر يذهبن وحر الصدور \”ووحر الصدور\” كما قال العلماء ما يكون فيها من الغش والوسواس والغيظ والحسد والغضب والكيس ايضا من حافظ على صلة الارحام، لأن فيها تماسكا للاسرة وترابطا لبنيان المجتمع المسلم.
وإن الامة الاسلامية احوج ما تكون اليوم لاستيعاب دروس الصبر والمثابرة والمجاهدة والجهاد التي تفيض بها مدرسة رمضان، وتربي المسلمين عليها كل عام، فهو شهر الصبر والجهاد ، حيث خاض المسلمون الاوائل معظم غزواتهم ومعاركهم ضد معسكر الشرك والكفر وهم صائمون قائمون، وحققوا أروع الانتصارات، وردوا حملات العدوان مدحورة مهزومة.
وان السبيل لرد حملات الاستعمار الحديث واحباط مخططاته وافشال مكره يكون عبر التربية في مدرسة رمضان، مدرسة الصبر والجهاد والتضحية في سبيل الله.
ان احتفالنا اليوم بعيد الفطر المبارك يستحضر تلك الدروس والمعاني التي يغرسها الشهر الكريم ويربي المسلم عليها كل عام.
واحتفالنا اليوم بعيد الفطر المبارك يستحضر امامنا ما تمر به الأمة في اقطار عديدة في فلسطين والعراق وافغانستان والصومال والسودان ولبنان، وغيرها من بلاد المسلمين حيث تضيع فرحة العيد وتغيب اجواؤه الطيبة وسط انهار الدماء المتفجرة على ايدي الاحتلال وحملات القتل والتدمير والتخريب والسلب والنهب واجواء الرعب والخوف ومشاهد الفقر والجوع والتشرد والحرمان والامراض والاعياء.
انها مشاهد مؤلمة ومحزنة نستحضرها كل عام ونحن نستقبل العيد، ولا نستطيع تجاهلها ولا نسيانها، وفاء بحق الاخوة الاسلامية التي يجسدها قول الرسول صلى الله عليه وسلم \”مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى\”.
والقول المأثور:\”من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم\”.
إن المسلم ليس مطالباً فقط وهو يحتفل بالعيد بتذكر محن ومآسي اخوانه تحت الاحتلال، وانما مطالب بأن يتخذ خطوات عملية لنصرتهم واغاثتهم ومد يد العون لهم، أداء للواجب، وانتصارا للحق والعدل، ووفاء بحق الاخوة الاسلامية التي يربي رمضان عليها المسلم على امتداد ايامه ولياليه.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا الصيام والقيام، وان يعيد علينا رمضان وقد تحررت الاقطار الاسلامية المحتلة من نير الاحتلال، وتحرر المسلمون من كل ما يغضب الله سبحانه، وعادوا الى شرعه عوداً حميداً انه هو السميع المجيب!!
مدير عام وزارة التخطيط /متقاعد
فاكس 6658393

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *