مستقبل الآثار الإسلامية في بلادنا

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]

يكثر في فتاوى البعض اليوم افكار الحقائق عن المواقع الأثرية الاسلامية في بلادنا وعلى الاخص في المدينتين المقدستين مكة والمدينة، والتي حفظت لنا مواقعها كتب السنة والسيرة والتاريخ، ووصلنا الخبر بذلك جيلاً عن جيل استفاضة وتواتراً، وتتبعها الاثريون، المتخصصون في ارضنا المباركة، ووصفوها وصفاً دقيقاً، وحفظ كل هذا في كتب وخرائط ومصورات، وهي اليوم موجودة في داخل الوطن وخارجه وعبر المكتبات العامة الكبرى في العالم، وكل محاولة لطمس معالم هذه الآثار إنما هو جهد يضيع على صاحبه دون جدوى، وكأني أنظر بعين اليقين الى المستقبل القريب بإذن الله ، إلى المواقع الأثرية وقد برزت محددة واضحة المعالم في كل ارض وطئتها قدم النبي المصطفى سيدنا محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ووطئتها أقدام اصحابه الأخيار، وهم يجوسون خلال هذه الارض ينشرون الدين ويؤسسون دولته، وأرى بعين التفاؤل ابناءنا يزورون تلك المعالم، ويتذكرون انتصارات الامة وامتداد خير رسالتها إلى شتى البقاع ، لايمنعهم من ذلك مانع، ولايقف بينهم وبينه حائل، فالأمم تحفظ تاريخها حياً في آثارها، تحافظ عليها وتصونها، وتعّرف الأجيال عليها، ونحن أولى الأمم بالحفاظ على تاريخ مضيء لعصبة نصرها الله وأيدها، قائدها نبي مختار – صلى الله عليه وآله وسلم -، وجنودها صحبة له أخيار، احيا الله بهم الحق بعد اندثاره، وحقق بهم الهدى بعد الضلال، فنحن اتباع دين خالد حي حتى تقوم الساعة، ختم الله به رسالاته إلى هذه الأرض وسيتولى حفظه حتى يأتي اليوم الموعود، فكل المحاولات لطمس آثار هذا التاريخ الحي في نفوسنا أو مواقع أحداثه فهي محاولات فاشلة، لأن هذا التاريخ متجدد، ماوجد مؤمن بهذا الدين على هذه الارض مقتنع به يؤدي شعائره، ولعل بعض من يثيرون اليوم جدلاً عقيماً حول الآثار لمحاولة طمس ما بقي منها ظاهراً، ويظنون أن ضوضاءهم هذه قد اخفت عن عيون اتباع هذه الدين آثار محفوظة معلومة مواقعها محددة تحديدا دقيقاً، لعل جمهوراً كبيراً من الباحثين من أبناء البلاد مطعلون عليها، وحتما لايجهلها إلا من لهم مواقف مسبقة منها، حيث سيطرت على أذهانهم أوهام جعلتهم يعتقدون أن كل عناية بها وحفاظاً عليها يعني تقديساً لها أو عبادتها، وهو وهم لايعتقده سواهم، فهلا صرفوا جهودهم لما فيه خيرهم ونفعهم أولاً، ثم نفع الأمة إن استطاعوا والاخطار تحيط بها من كل جانب، فهو مانرجوه منهم ولعلهم يفعلون.
ص. ب 25485 جدة 21488
فاكس: 6407043

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *