[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم معتوق عساس[/COLOR][/ALIGN]

جاء في الأثر النبوي الصحيح توجيهاً إلى الصائمين بأن لايكون نصيبهم من الصوم الجوع والعطش وأن الصائم إذا سبه أحد أو شاتمه فليقل \”إني صائم\” وهذا الأدب النبوي يبين أن التسامح مع الآخرين والترفع عن الفاحش من القول والفعل ابتغاء مرضاة الله ونيل مكارمه العظيمة في هذا الشهر الكريم ولأن رمضان كريم يجب ان يشمل جميع الذين يرتبطون بالصائم ارتباطاً عائلياً أو اجتماعياً، فإن عبارة \”اللهم إني صائم\” يجب أن تتحقق في المزيد من التواصل وصلة الحرم، وهذه الصلة لاسيما الوالدين ثم الاقرب فالاقرب من الاهل، أن الاعمال الصالحة لا تؤتي ثمارها ويرجى خيرها إلا بالمداومة عليها والحرص على الاستمرار في ادائها بقدر المستطاع فلا يكون لها طعم خاص وما اقبح ان تتبع الحسنة السيئة لأن الأعمال بخواتيمها وما أحسن اتباع السيئة الحسنة حتى تمحها كما جاء في الحديث الشريف. ومن العبارات الطيبة التي تنتشر في هذا الشهر الجليل بهدف نشر الحب والخير بين الناس في هذا الشهر عبارة \”رمضان كريم\” و\”لاتجرح صيامك\” وهذه العبارة الطيبة تستخدم استخداما جيداً في العديد من الامور المباحة وعلى سبيل المثال عندما يحدث خلاف عارض بين الصائمين سواء في الشارع او في الحي فإن الذين يتدخلون بالصلح بينهم يقولون لهم \”رمضان كريم\” ياجماعة وكأنهم بذلك يذكرونهم بأنهم في شهر كريم يضاعف الله فيه الحسنات ويرفع الدرجات ويمحو السيئات وإن هذا الكرم الإلهي الذي خص به رمضان من دون الشهور فإن الواجب أن نكون نحن ايضا كرماء في تعاملاتنا وتصرفاتنا وان نتسامح مع بعضنا البعض حتى تصفى النفوس وتنبض القلوب وتتجه جميع الجوارح إلى الله سائلة منه قبول الصيام والقيام إن شاء الله، وان يحافظ كل منا على ان لايجرح صيامه ويُردد اللهم إني صائم.
وفي شهر الخير يغتنم البعض منا في اصلاح ذات البين بين العائلة والواحدة أو بين الاخوان أو الشركاء الذين قد يكون بينهم خلاف حول الحقوق والأموال يغتنمون هذا الشهر الكريم ليحاولوا فيه تسوية الخلافات لعل الله يجري على أيديهم صلحاً يتم به تفادي استمرار النزاع الذي ربما وصل إلى المحاكم وطال الامد عليه دون التوصل إلى حل يرضي الطرفين وتستخدم العبارة كذلك حتى في الاخطاء المعنوية التي قد تصدر من إنسان بغير قصد أو نتيجة التسرع أو الهفوات فيجد من يذكره بقوله \”رمضان كريم ولا تجرح صيامك\” \” يا أبو السعود بهذه الكلمات واكظم غيظك ومشيها انت في رمضان فترى الذي يستمع إلى عباراته وقد تراجع عن غضبه وهدأت عواصفه وانتهى عند هذا الحد بسلام وقال \” اللهم إني صائم\” فاللهم كما انعمت علينا بالإسلام ونحن لانسألك فلا تحرمنا من الجنة ونحن نسألك وكما ابقيتنا حتى شهدنا وعشنا شهرك الكريم الذي يستمد كرمه من عطائك الفياض فأكرمنا للتوفيق فيه بالعمل الصالح والبعد عن المعاصي والمخالفات في كل شهور العام إنك سميع قريب مجيب الدعاء يارب العالمين.
كما أن لرمضان عادات وتقاليد إسلامية منها مساعدة الفقراء والمحتاجين وتفقد أحوالهم وصيانة كرامتهم من ان تجرحها الفاقة والعوز والاضطرار إلى مدى الأيدي للناس في الشوارع وتحت البيوت ولعل وجود المستودع الخيري في مكة المكرمة إنما جاء لتحقيق الكرامة للمحتاجين ومحاولة ايصال المساعدات إليهم بطريق كريم والمأمول أن يجد المستودع الخيري المزيد من الدعم من قبل المحسنين حتى يتوسع في نشاطه لجميع الاسر المحتاجة في مكة المكرمة.
تقبل الله منا ومنكم صيامه وقيامه.
FaxL025365010

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *