[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بن أحمد الشدي[/COLOR][/ALIGN]

في الغرب وفي بريطانيا على الأغلب يطلقون عبارة مستر \”إكس\” على أي شخص مجهول فعلاً أوأي شخص أريد له أن يكون مجهولاً للسامع أوالقارئ لتفادي أي إشكال أو مؤاخذة فاستعمال عبارة مستر إكس تتيح للمتحدث أوالكاتب حرية سلخ جلد المقصود وسبه وشتمه وانتقاده بطريقة ساخرة لاذاعة ومستر إكس غالباً هو شريحة شاذة أو مؤذية أو مكروهة مندسة في لحم المجتمع وربما كانت هذه الشريحة أوالخلية نادرة أو قوية أو مشهورة لها عيوب ومساويء يلوكها الناس ويتغامزون عليها فتصبح موضوعاً دسماً للنكات القذرة أوالبرئية !
على أي حال ففي كل مجتمع صغر أم كبر على نطاق المكتب أو الحارة أوالمدينة أوالبلد هناك دائماً مستر إكس بشكل أو بآخر.
– في المنطقة العربية لدينا بدل المستر إكس شخصية عجيبة اسمها الشيخ إكس تنتشر كالكوليرا في كل مكان وربما تكون الظروف المادية مواتية لانتشارها!!
– عندما نفتح الملف القديم للشيخ إكس نجد فيه معلومات عجيبة عن رجل بسيط قانع مواظب على العبادة له سيرة حسنة محبوب من الجيران والمعارف والأصدقاء ويعيش مع زوجته وأطفاله وكل همه أن يوفر لهم لقمة العيش ولا يمد بصره إلى أبعد من ذلك.
وفي ذات يوم هبطت عليه ثروة عظيمة مفاجئة لايصدقها عقل فانقلب كل شيء في حياة الرجل رأساً على عقب!
– جلس الرجل كالمذهول وبدأ يُخطط لحياة خاصة جديدة دخل إبليس في أنفه واستوطنته الكبرياء والغرور وقف أمام المرآة وكانت معه صريحة جداً تجاعيد قاسية شيب يأكل رأسه جسم مترهل وأصابع كالخشب إنها آثار خمسين عاماً أوأكثر.
همس لنفسه بألم لا بأس لا يلزم إلا بعض الترميمات ماذا أصنع بهذه الثروة لقد عشت بائساً محروماً أعاني الفقر والمرض عشت كعصفور حبيس في قفص لم أنعم بلذة العيش لم اسافر لم أر الدنيا يجب ان لا تضيع دقيقة واحدة بعد الآن!
في بكرة الصباح نهض نشطاً باشاً مقبلاً على الحياة كطفل صغير دخل الحمام وراح يدندن ويغني أغنية شعبية غير ملائمة.
انطلق إلى الحلاق حلق ذقنه وصفَّفَ شعره وصبغه وقلَّم أظافره ودهن يديه بالكريم ثم استحم ولبس ملابس جديدة وحذاءً وصب على جسده وثيابه عطراً فواحاً غالياً ثم وضع البشت على كتفيه وأصبح كابن الثلاثين عاد الشيخ إلى صباه!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *