[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

هنيئا لهذه التركيبة السكانية بهذا الثراء الممتد لعدة أجيال ارتبطت بقيمته المعنوية ممتزجا بالأمن والاطمئنان على دمائهم وأعراضهم وأموالهم عَرَفَهم بحَالهم هذا ملوك وأمراء الأسرة المالكة ومنهم من زاملهم وجاورهم و شاركهم متعة وبساطة مجالسهم وتلك حقيقة أنقلها على ألسنة كبار السن من سكان الحي والذي كان مطلبا لبعض رجال الأعمال وأعيان جدة وأدباؤها فكان هذا النسيج الاجتماعي بألعابه الشعبية في الأعياد والمناسبات ترحيبا بملوك البلاد وضيوفهم بميدان البيعة وقصر الحمراء لتبقى الرويس ملحمة وطنية بكامل ثرائها وثقافة أبنائها ورجالاتها ومنهم الوزراء وقيادات الأمن وكبار موظفي الدولة بكافة قطاعاتها وأملاكهم لازالت علامات بارزة قبل أن يُصَنّف حيَّهم ضِمْنِيّاً كأحد العشوائيات التي يجب الخلاص منها وهو اتهام في غير مكانه فجميع هذه المساكن بُنيت بتصاريح هندسية مُوَثقة بمساحاتها وشوارعها المُحَدَّدَة التي سُمِّيت لاحقا بالأزقة الضّيقة فهي مسؤولية الجهة المختصة هندسيا وتخطيطيا ومطالبات سكان الحي بسرعة التنظيم والتخطيط الحضاري لازالت في ردُهَات الجهات المعنية مهملة وهي المسؤولة عن هذا التقصير والخدمات المتدنِّية بحكم انشغال المعنيين بالتطوير بالامتداد الأفقي والأحياء الجديدة التي قذفت بها جرَّت قلم خارج النطاق العُمراني بمخططات معتمدة من مكاتب هندسية فكانت على حساب البنية التحتية التي انعدمت بهذا الحي وأحياء جدة التاريخية المماثلة.
حتى وصل التوسع بما كان يُسمى بالطفرة لذهبان شمالا والخمرة جنوبا وبحرة شرقا ويبقى الشاطئ المتنفس الوحيد لهذه المدينة التي لازالت تحلم بغدٍ أجمل قبل أن تغزوها الأبراج والشركات الاستثمارية القابضة التي لم تضع في حساباتها ثراء الإنسان وانتمائه وخصوصيته وأحقيته باستثمار أملاكه وعقاراته وبحسب المعلومات المتداولة فجميع السكان يؤيدون التطوير بكافة أشكاله دون أن تُنتزع ملكياتهم ولديهم الإمكانيات المادية والفنية بمشاركة جهات تتحقق فيها الثقة الكاملة والحيادية التامة دون ضغوط ووفق التصاميم التي تُلائم متطلبات العصر وتضمن حقوقهم التي هي جزءً أساسي من حياتهم والتعب الذي كافح من أجله أجدادهم وأباؤهم منذ مئات السنين لتعود استثمارات هذه الأملاك لأبنائهم وهو حق مشروع تضمنه عدالة الدولة وتشريعاتها السماوية منذ عهد التأسيس على يد الملك عبدالعزيز الذي فتح قلبه قبل مجلسه لأعيان ومشايخ هذا الحي التاريخي العتيق وأمين محافظة جدة المهندس عادل بن محمد فقيه يدرك هذه الحقيقة وهذه الأحَقِيَّة وما إن يفتح معاليه إطلالة مكتبه ليلقى نظرة إنصاف للمكانة التاريخية لهذا الحي ومن حق سكانه عليه الاجتماع ببعضهم بمعرفة عُمدة الحي الشيخ طلال بن عبدالعزير بن عمرو بما يمتلكه من معلومات عن البعد التاريخي والاقتصادي والحضاري وكيف فرضت علي الحي ظروف خارجة عن أرادة سكانه لتطاله العشوائيات ومن ثم فرضية التطوير بنزع الملكيات والتعويضات البخسة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *