[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالحميد سعيد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]

الادب هو الميراث الفكري للأمة . والاديب هو مصباح التنوير لإجيالنا والاجيال التي ستأتي بعدنا، وهو المقياس الحقيقي للنهضة الثقافية ، وحجر الاساس لحضارة اي أمة، والواجهة العريقة للتطور الابداعي. لذلك كان الادب هو ثمرة الفكر وعصارة الابداع والخلق الاول لدعامة رئيسية تسهم في البحث عن آفاق المعرفة، وهناك علاقة وثيقة بين علم الاخلاق والادب.
فالاديب هو قبل كل شيء انسان تختلج بداخله نبضات الانسانية، ولابد ان يتفوق على ذاته ويكرس جهوده لاسعاد الاخرين لأنه كالشمعة التي تحترق لتنير الطريق لمن حولها، فإذا تجرد الاديب من انسانيته واخلاقيات قلمه ، يصبح الادب عبارة عن مهاترات عقيمة ، ويتحول الاديب الى لاعب سيرك يتقن التأرجح والسير على حبال المثل ، ويصبح كالطبيب الذي يصف الدواء للناس ويسعى لشفائهم وهو مريض.
فشرف الكتابة يرتقي بالكتاب الى مصاف الخالدين ، ويحولهم الى رسل ، ليس من اهدافهم التسلق على هوامش العالم الادبي او التطفل على الاحوال الثقافية والتشدق بمفردات مبتذلة هابطة تقتل بداخلنا كل المعايير الاخلاقية.
وهناك فرق شاسع بين الغيرة الادبية والحقد الذي يغتال في القلوب المريضة اسمى المعاني ويغرس بذور الانانية داخل النفوس السوداوية ، يغلف بغلالات الغرور كل مسافات الروح، ويؤكد ذلك على أنه لاقيمة للادب في نفوس ينتفي فيها الوفاء، وتختفي منه معانيها الجميلة التي زرعها الله فيها.
فيا من ترسمون بالكلمات عوالم الروعة، وتشعلون فتيل الفكر في عقولنا الغافية، وتصنعون لنا من مفرداتكم خلاصة الابداع ، حافظوا على اقلامكم من تسوس النفس، وصدأ المفردات وسوداوية الرؤية وعبودية الانانية، كي تبقوا خالدين في نفوسنا، ونتمكن من السير في ركابكم، وندثر احلامنا الفضية بدفء افكارهم.
مدير عام وزارة التخطيط / متقاعد
فاكس: 6658393

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *