فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً

• محمد حامد الجحدلي

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

بافتتاح هذه التظاهرة الثقافية مساء البارحة التي شهدتها سوق عكاظ في تجربتها الراهنة برعاية كريمة من أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليكون اللقاء على أرض حدد التاريخ زمانها ومكانها تتجاذب ألوان وأطياف الثقافة بلغة عصرية دون أن يكون للجاهلية أثرا يذكر وإنما بتناغم وانسجام تام بين المفردة الشعرية والنص المسرحي واللوحات التشكيلية والتنافس الشريف بين أبناء لغة الضاد بروعة الحاضر وتجديد الذكرى بنبرة الماضي البعيد ومهما بلغ بنا الوصف فلن نستطيع أن نجاري الحدث ومكانة المناسبة فالفضل يعود لأهله الذين استطاعوا أن تمتد بهم جسور التواصل المعرفي في يقظة التاريخ وأدوات التخاطب واختصار مسافات الزمن التي امتدت لقرون طويلة فهما كتب المؤرخون واستجمع الشعراء قواهم وطافت بهم الذكرى ليمتطوا ركائبهم ومهما بلغ بهم الترحال والوقوف على الأطلال لأكثر من خمسة عشر قرنا مضت فلم ولن يجدوا ضالتهم لأن الإبحار في تاريخ الأدب والشعوب التي خلَّفت هذا الموروث لا تستطيع أن تفيء بمتطلبات الآخرين ما لم تجد البيئة المحفزة والمشجعة وشجاعة القرار ولهذه العوامل بعد توفيق الله آن للجنة العليا المنظمة لسوق عكاظ أن تحتفي بنجاح جهودها وكأني بالأستاذ الدكتور جريدي المنصوري العاشق حتى النخاع لمكونات هذا المشروع الإبداع يزف التهنئة لزملائه من أعضاء فريق العمل ويقتطفوا شيئا من الراحة في مجلس أمير الرَّكب خالد الفيصل تحت ظلال خيمة الشعر ونسمة هواء باردة تلامس قريحة الشعراء معلنة حضورهم بقوة في غمرة الأفراح والاستعدادات التي بدأت مبكرة وأجريت عليها البروفات لتظهر كأجمل ماتكون المناسبة بمفرداتها ونصوصها وقصائدها المقروءة والمغناة بعذوبة الألحان من المجرور والحدري فها هي سوق عكاظ كما يقول اللواء متقاعد عبدالقادر كمال في قصيدته المغناة أقبلت تختال في سمتٍ أبي فهي بطبيعتها الفاتنة تأتي تتبختر بجمالها تمشي ألهوينا بعزتها وكبريائها وعفتها التي تنبع من عروبتها الأصيلة يوم كتب لها التاريخ أن تكون بيتا للأشقاء العرب في لبنان الحكمة والانتصار ووحدة القرار لتكون الطائف شعارا للسلام وذكرى للوئام ونبذ الخلافات والأحقاد بل هي نموذجا للمدينة والمصيف كبقية مدن أخرى سعودية وعربية تقوم بالأدوار ذاتها ولكنها منذ الأمس وعلى مدار أسبوعا كاملا تبحث جاهدة في موروثها العربي وكنزها الأدبي الأصيل شعرا ونثرا ومسرحا ونقدا وفلكلور شعبيا تنادي شعراء العربية بشتى أغراض الشعر وتستحث خطاهم مستشهدة بأمري القيس في رائعته الشعرية .
ترنيمة : ـ من شعر امرئ القيس
فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي محْمَلِي

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *