[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]

عادت ابنة أخي من أمريكا بعد أن امضت عاما دراسيا هناك. فرحنا بها واستقبلناها بكل الحب نقبلها ونحضنها ولا نشبع من القرب منها. وأتت العائلة عن بكرة أبيها مجتمعة للترحيب بعودتها، فهذه رحلتها الأولى وهي نتاج التفوق والتميز الذي تمتعت به خلال سنوات دراستها حتى الأول الثانوي.
وفي اليوم التالي أصدرت وسائل الاعلام اليمنية خبرا تقول فيه إن أول حالة تم التأكد منها للإصابة بمرض انفلونزا الخنازير كانت لركاب الطائرة التي عادت فيها ابنتنا الحبيبة. وقالت وزارة الصحة أن على كل الذين وصلوا على هذه الطائرة ان يتوجهوا الى مواقع حددتها، كي يتم فحصهم والتأكد من خلوهم من هذا المرض.
حدقنا في بعضنا البعض، وأسرعنا الى الهاتف نطمئن على ابنة اختنا العزيزة. هل تشعرين بشيء؟ تقول لا. هل هناك حمى؟ تؤكد أمها وأبوها أنها بخير كما يبدو ونبرة القلق تصيب اصواتهم، وبالتالي يتوجهون الى جهات الفحص للتأكد. وانهمكنا في البحث على الانترنت. فتوضح لنا أنها لو كانت قد التقطت المرض على الطائرة فمن المحتمل ألاَّ تظهر أعراضه الا بعد أسبوع، وبالتالي فالفحص لا قيمة له قبل ظهور الأعراض.
واتضح لنا أن الأحضان والقبلات التي أمطرناها بها يمكن أن تكون قد أدت الى التقاطنا للمرض الخنزيري. وهكذا لمدة أسبوع كنا نقفز كلما عطس أحدنا، ونجرى الى الترمومتر لفحص درجة حرارة كل من قال أشعر بشيء ما في حلقي أو أنفي.
وكنت أنا قد أصبت قبل وصولها بحالة من التحسس للغبار والتغيرات الجوية، جعلتني أبدأ الشك في أن يكون هذا السعال المرتبط بالحساسية لا تزال له علاقة بالغبار أو أنه قد خالطه شيء من أنفلونزا الخنازير دون أن أدري.
ولم تنقشع الغمة عن أسرتنا الا بعد أن استكملت الأيام السبعة وابنة أخي في صحة وعافية تقفز وتحتفل مع صديقاتها بعودتها، دون أي أثر والحمد لله للمرض الكئيب.
الوباء عندما ينقشع:
بسبب أن مرض حمى الخنازير بدأ في الانتشار في أماكن مجاورة للولايات المتحدة ثم انتقل اليها، فإن درجة الوعي الكبيرة أدت الى التحذير والتنبيه العالي لكل الناس. وفي البلدان النامية تم اعتماد مبالغ مخصصة لمواجهة الوباء، أكثر بكثير من كل ما يتم اعتماده لأوبئة تحصد يوميا أرواح الناس كالملاريا وغيرها. ويتم حاليا في المطارات العربية التي مررت بها اختبار حرارة الناس لتحديد اذا كانوا مصابين بحمى الخنازير أو لا.
ولكن الأجهزة الموجودة في كل مطارات العالم بدون استثناء لا تستطيع ان تحدد ما إذا كان الشخص حاملا للمرض، ولم يعلن الجسم بعد عن وجوده فيه. وبالتالي لا تستطيع المطارات منع نقل المرض. المهم أنه مرض اتضح امكان معالجته والتعامل الصحيح معه بمجرد ظهور الاعراض. والمهم أن اسبوع الرعب بالنسبة لي قد انتهى.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *