المسؤولية السلوكية المحترفة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.موفق الزيات[/COLOR][/ALIGN]

تعي المؤسسات المحترفة أهمية الانعكاس الإيجابي لسلوكها وسلوك أفرادها الذين يتحلون بقيم مؤسستهم وثقافتها، وتدرك أهمية دورها الريادي مجتمعيا ليس بوصفها شريكا في التنمية الشاملة فحسب؛ بل لاعتبارها أنموذجا سلوكيا يحتذى بها من قبل المؤسسات المختلفة بغض النظر عن طبيعة عملها ونوع خدماتها المقدمة وحجمها والقطاع الذي تنتمي إليه.
تعمل المؤسسة المسؤولة سلوكيا على إيجاد حالة من التوازن والانسجام الداخلي في بيئة عملها تترجم إلى ثقافة خاصة بها يستشعرها ويدركها كافة المتعاملين، ثقافة مؤسسية ترتكز على رؤى مستبصرة ورسالة أخلاقية متينة ،اشتقت لها أهدافا محترفة وذكية تسعى لتحقيقها بتحد وواقعية من خلال خطط تتابع وتقيم وتطور أنشطتها بأقل مستوى من الانحراف.
تؤطر المؤسسة المحترفة بوعي سلوك التعامل مع كافة المتعاملين داخليا على أساس تشكيل مناخ منفتح إبداعي يحفز مبادرات الابتكار، تقود نتائجه إلى إحداث قيمة مضافة على الأعمال الروتينية التي يقوم بها الأفراد، وترسي خارجيا متانة صورتها من خلال تقليص الفجوة بازدواجية ممارسة السلوك المؤسسي أو الفردي القائم على الازدواجية في التقييس والمعايرة والتنفيذ. مما يؤدي إلى ضعف الإقبال على طلب الخدمة وتشوه مصداقية المؤسسة لصورتها أمام نفسها وأمام مجتمعها.
إن الوصول إلى مستوى الممارسة السلوكية المحترفة في المؤسسة يتطلب التمييز وحسن الاختيار بين السلوك المفروض والسلوك المرغوب والمستحب، والحرص على التمسك بالممارسات المدروسة عوضا عن الفوضوية. والسؤال الذي يتبادر للذهن؛ كيف تصل المؤسسة إلى احتراف سلوكي مسؤول وثقافة حصيفة محدثة تغيرا في السلوك الوظيفي لعامليها ؟ يتقبل الموظف تعديلا بسلوكه المهني وتشذيبا لممارساته الوظيفية غير المستحبة إذا دفعته مؤسسته تجاه تجذير الرغبة الذاتية بالتعلم والتطوير المستمر. والاهتمام بغزارة العلاقات البيئية بعناصرها الحية والمادية. والإشراك بالتخطيط والتنفيذ لأهداف وأنشطة المؤسسة. والتعبير بحرية مسؤولة في جو مفعم بالعدالة والشفافية. والعودة للأنظمة الموثقة والتعليمات التي شارك بإعدادها. ونزاهة التقييم والتحفيز والترقية والتقييم. ومرونة التطوير والتجديد في بيئة العمل. وفاعلية قنوات الاتصال ووضوحها وانسيابيتها.
إن الحد من ازدواجية التعامل في السلوك المؤسسي والفردي وتذويت ثقافة المؤسسة يوفر على المنظمة فوائد مادية ومعنوية جمة ويدفع باتجاه خلق ثقافة أكثر احترافا توازن بين مدخلات وعمليات النظام المؤسسي ومخرجاته المتمحورة على خدمة متلقي الخدمة خصوصا والمجتمع بشكل عام.
عن الرأي الاردنية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *