[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** أول أمس \”الخميس\” أصبت بحالة ذهول وأنا ادخل الى المسجد النبوي الشريف قبيل صلاة العصر.. ذهلت ثم تمنيت لو أن هناك \”كاميرا\” تلفزيون لتنقل ذلك المشهد العجيب بل و\”المخيف\” أو \”المهيب\” الذي تشكل من العشرات بل المئات من القادمين وهم \”يضطجعون\” على كل متر من مساحة المسجد النبوي الشريف حتى لا تكاد تجد لك ممراً الا بالقفز على هذه \”الاجساد\” الغارقة في نوم عميق فهذا رأسه بين قدمي ذاك وآخر ملفوف في رداء الاحرام ورابع كأنه \”مسجى\” تحت بطانية أو التقط طرف سجادة من فرش المسجد وحمى جسمه من البرودة رغم حرارة الجو في الخارج.
لقد كان منظراً \”سرياليا\” أين منه أكبر \”السرياليين\” قدرة على الإبداع؟.
لقد سألت مرافقي ما هذا؟ فرد عليّ سريعا، هذا الذي تراه امر دائم فهو يبدأ من بعد صلاة الفجر حيث يصلون الفريضة ثم يحتلون الاماكن هكذا الى صلاة الظهر.. ثم يصلون ليعودوا إلى ذات الوضع الى ما قبيل صلاة العصر.. وبعد الصلاة كما ترى يتراصون حول هذه الموائد العامرة التي يجود بها اهل الخير و\”كأنك في رمضان\” يجدون كل راحة كأحسن ما تكون الراحة في أي فندق فقلت: لمرافقي وهو من دولة مسلمة.. لكن هل هذا معقول؟
قال.. طبعا لا.. لكن الناس تعودوا من هذه البلاد الكرم والضيافة.. و.. و
ولم اصغ كثيرا لأن ما يقوله يعني ان نستغل الى هذه الدرجة من الاستغلال.. فقلت احدث نفسي لو أن هؤلاء \”سكنوا\” في منازل او فنادق او غرف مفروشة ماذا ستكون الحالة عليه سواء اقتصاديا او حتى على شكل نظافة المسجد؟
ان \”الافتراش\” ومشكلته دائما شكواها من انها في الميادين التي حول المسجد ولكن الآن اصبح في داخله.. فما هو العمل.. يا سادة؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *