[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]اعتماد خان[/COLOR][/ALIGN]

جميل ان تمر على خواطرنا بعض الذكريات الممتعة والتي عشناها وفق المتاح والمتوفر في زمن طفولتنا.. لقد استمتعنا قدر الامكان بأي شئ وكل شي.. فقد عايشنا الكبار في افعالهم وتعلمنا منهم ومن اخطائنا ايضا وقبلنا المطروح في واقعهم ورحبنا بما جلبوه من كل مكان وتشاركنا ادوات الرفاهية بكل انواعها رغم بساطتها ولازلت اذكر تلك الآلة الجميلة الصغيرة التي دخلت بيوت الاثرياء والمقتدرين مادياً والتي ادخلت البهجة على نفوس الجميع لانها كانت آلة نادرة و جديده..انها السينما تلك الآلة البسيطة القديمة الاختراع والتي ابرزت ابطال فن التمثيل وساد في بداياتها التعبير عن قصص الحب والنهايات السعيدة.
انها السينما والتي عرفناها في البيوت قبل ان نعرفها في المراكز والمجمعات فالسينما زمان عرفت في مجتمعنا الحجازي وعاصرنا افلامها التي كان يجلبها من يمتلك تلك الالة الصغيرة والتي يسميها اهل الحجاز البكرة وتعرض على قطعة قماش بيضاء كبيرة تثبت في الجدار بعد اطفاء الانوار وفيها يجتمع الجيران والاحباب والاصحاب لرؤية فيلم عربي او اجنبي بعد صلاة العشاء حتى ساعات الليل الاولى وتكون حديث اليوم التالي.
لقد عرفت السينما قديما وهي ليست جديدة عل مجتمعنا ولاشيء لايمكن قبوله بل كانت موجودة واحدى وسائل الترفيه عن النفس وفيها ايضا تعرف الناس على مجتمع غيرهم وعلى آلام الآخرين وحتى على احلامهم البسيطة في ذلك الوقت فالسينما رغم انها لم تكن بنفس التقنية الموجودة الآن الا ان لها نكهة خاصة امتعت جيل الستينات والسبعينات الذين رحبوا بها واستطاعوا من خلال وجودها أن يختاروا مايريدون مشاهدته دون ان يخدش الحياء وبلا خجل وان ظهر بعض من اعترض على وجود السينما على اعتبار انها غريبة عنهم وكان هذا الرفض والاعتراض لايخرج عن نطاق النقاش واحترام الرأى والحرية غير المتجاوزة للاعراف والتقاليد فالسينما زمان لها بهجتها وحضورها استمتعنا بها ولازلنا ولكن مايحدث الآن شيء غريب وغير مقبول لقد ظهر من يعترض على وجود دور سينمائية او حتى عرض افلام لاتمس بالسوء تعاليمنا وديننا بل فيها ما يلامس واقعنا وهموم جيلنا خاصة اذا ماعرض من تلك الافلام اشياء ذات قيمة تمثل حياتنا بكل صدق بعيدا عن الافكار السطحية او المشاهد المختلفة افلاما تمثل حالات الناس.. همومهم واحلامهم افلام تعبر عن رسالة لها هدف ومضمون.. يجب ان لانعترض على وجودها نقبل منها واقعاً بلا تزييف وايضا نقبل منها مايضحكنا ويخفف من وقع همومنا.. نعم لوجود السينما في بلادنا وفق ضوابط لاتخرج عن القيم والمبادئ.. نعم لوجود السينما التي تمتعنا فكرا ومضمونا ولتكن السينما في بلادنا وسيلة مقبولة تستغل طاقات الشباب وافكارهم وحرية التعبير التي قد تجعل منهم مبدعين وقادرين على طرح قضايا جيلهم ومجتمعهم وان كان بأسلوب مرح وخفيف الظل يدخل السرور على قلوبنا ولتكن السينما الهادفة ارض ابداعاتهم.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *