الهيئة والجفاف في المشاعر!

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد الفايدي[/COLOR][/ALIGN]

* منذ اعلنت هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عن تركيب كاميرات مراقبة في الأسواق التجارية لاصطياد \”المعاكسات\” من الطرفين نساء ورجالاً والحبل على الجرار. فكان الأخذ والرد من بعض المؤيدين لهذا الجانب والمعارضين للجانب الآخر وإن كانت جميعاً تصب في قناة واحدة عبارة عن انفتاح اعلامي يدل على حرية في الطرح والمناخ الاعلامي لقضايا اجتماعية كانت في الماضي القريب مناطق التماس شديدة الخطورة يمنع الاقتراب منها خاصة انتقاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ونحمد الله ان الاعلام أصبح يمارس دوره المطلوب منه بعد ان تحول الفضاء الى غرفة صغيرة جداً تستطيع من خلالها ان ترى وتشاهد وتقرأ كل شيء يتعلق بما يدور على الكرة الأرضية بعد أن كنا نتداول الأخبار بالرسائل البريدية التي تسير سير السلحفاة حتى تصل الى المرسل إليه.
وسعيد جداً ان نصل الى قناعات بأن الكل ليس بمنأى عن النقد وسواء ركبت كاميرات مراقبة لكشف \”المعاكسات\” او لم تركب وهذا الذي أميل إليه لأن في تركيبها تقييد لحرية الانسان مهما كانت النوايا الحسنة، لأن الإنسان بطبعه يريد أن يتصرف في كل مناحي حياته سواء الاجتماعية او العملية او الانسانية بحرية مطلقة بعيداً عن تقييد الحركة او المراقبة الذاتية بصرف النظر إذا شعر المتسوق انه مراقب في كل خطوة يخطوها فهذا يحد من اندفاعه للتسوق وبالتالي تفقد كثيراً من الأسواق والمولات كثيراً من زبائنها إذ لم تقفل في النهاية أبوابها بالضبة والمفتاح لأن حرية المتسوق إذا عرف انها مقيدة بمراقبة أياً كانت فإنه ينصرف عن التسوق وهذا بالطبع فيه خسارة كبيرة لأي سوق أو مول وهو الذي يعتمد بالدرجة الأولى على المتسويقين من الجنسين.
ثم بالله عليكم أين مصادر الترفية والتسلية وقضاء وقت فراغ ممتع او على الأقل مقبول غير الأسواق التجارية والمولات فإذا \”زهق\” الواحد من الجلوس أمام الفضائيات التي ليس كلها شراً فلا يجد أمامه أي مجال تسلية اخرى سوى أخذ عائلته إلى الأسواق للتمشية أولاً والتسوق ثانياً، فإذا عرف ان هناك كاميرات تراقبه وعائلته فإنه يحجم عن ذلك ويبحث عن بديل آخر قد يكون غير مناسب له ولعائلته.
وهذا هو الفرق بين كاميرات تركب في الأسواق والمولات لضبط السارقين والحرامية وكاميرات الهيئة التي تريد ضبط المعاكسات فتقع في المحظور عندما تضبط رجلاً ممسكاً بيد امرأة فتكتشف في النهاية انها زوجته، وهل هناك محظور على ان يمسك الزوج يد زوجته في الطريق أو في السوق اثناء سيرهما من باب الارتباط العاطفي بدلاً من الجفاف في المشاعر التي نراها أحياناً بين الرجل وشريكة حياته داخل سيارتهما تحت الاشارات المرورية.
أما يكفينا جفاء وصعوبة الحياة وضغوطها التي تكاد تضغط على \”انفاسنا\” ثم تزيدها الهيئة جفوة بكاميراتها وهل هي لم تجد وسيلة اخرى لضبط المعاكسات غير مراقبة الناس في الاسواق ونسيت انها بهذا تقيد المتسوق وتصرف نظره عن الخروج من المنزل مهما كانت حاجته للتسوق فهي المتعة الوحيدة، لكن أمام اقلب حجر تجد رجل هيئة فقد يبيع المتسوق خروجه الى الاسواق مقابل ضمان عدم مضايقته او التلصص عليه عن طريق كاميرات الهيئة.. وقضية الهيئة في البداية والنهاية هي المرأة وكل شيء يتلحف بالسواد!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *