ظل راجل ولا ظل.. (بنك)!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صابر سميح بن عامر[/COLOR][/ALIGN]
في لقاء تلفزيوني بثته احدى القنوات الفنية العربية صرّحت الفنانة الاستعراضية اللبنانية مادونا –التي بالكاد يتذكرها جيل اليوم- أنها فكرت في الانتحار أكثر من مرة لتتخلص من مسؤولياتها التي لا تستطيع النهوض بها، بعد أن أصبحت معدمة وفقيرة نتيجة توقفها عن الغناء لما يقرب من عشر سنوات، وسيطرة من أسمتهن بالفنانات المحظوظات على الساحة الفنية دون مجهود يذكر.وأضافت أن الوحدة تدفع أي إنسان للانتحار، وأن هذا مصير كثير من الفنانات الاستعراضيات الشهيرات على مستوى العالم. خاصة وأن ابنتها الوحيدة التي اعتبرتها الهدية الحقيقية التي أهداها لها الله، تخلّت عنها بعد أن أضاعت أمها –أي مادونا اللبنانية- كل ما ادخرته لها من أموال نتيجة تعدد أزماتها المالية الطاحنة بعد استغناء شركات الإنتاج ومتعهدي الحفلات عنها، لعدم تقديمها أغان جديدة، مما اضطر ابنتها لضرورة الاستقرار بعيدا عنها من أجل العمل والبحث عن مستقبل أفضل. وحملت الفنانة مواطناتها إليسا ونانسي عجرم وهيفاء وهبي مسؤولية فقرها وتفكيرها في الانتحار للتخلص من مسؤولياتها، بعد أن توقفت عن العمل لأكثر من 10 سنوات، في الوقت الذي يلمعن فيه على الساحة الغنائية. مصرّة على كونها لا تعرف ما الذي تملكه نانسي عجرم وهيفاء وهبي وإليسا زيادة عنها حتى يتربعن على عرش الغناء!.. وتظل هي على الهامش!إلى هنا ينتهي تصريح \”مادونا\” العرب بكل مافيه من ألم ومعاناة من غدر الزمان وتنكّر الأصدقاء لها في زمن البقاء.. لأكثرهن اغراء . ليستقيم لنا التعليق مع ضرورة التذكّر والتفكّر معا، لعلّ الذكرى تنفع \”الفنانين\”؟ فعن التذكّر فقائمة الفنانات المنتحرات بعد نكران الأقرباء لهن ولجمالهن ومجدهن وأموالهن الضائعة، عديدة.. طويلة بعدد نجوم الأرض اللواتي صعدن الى السماء بعد حادث الانتحار. والتفكّر يقودنا الى أسئلة حارقة، ليست بجديدة على المجال الفني الموغل في الجحود لنجومه، إلا أن مادونا، نسيت أو تناست أن تطرح على نفسها هذه الاشكاليات الأزلية أيام البريق الزائل والبهرج الكاذب! وأول هذه الأسئلة: متى كان الجمال أبديا؟ فمن كانت جميلة بالأمس، ترتدّ اليوم مع تعدد ويسر عمليات التجميل في كل حين إلى امرأة وكفى، كما أن الجمال مقترن دائما بالحيوية والشباب ومتى انعدم الشباب حل العذاب . ومتى كان الخلّ الودود موجود، أصلا؟.. فنكران الأصدقاء لعزيز قوم ذل إلتزام إنساني نشربه مع الحليب!
ومتى كانت الأمجاد الماضية تشفع لنا سنوات الضياع الحالية؟ فمن لم يستشرف لنفسه طريقا موازيا لإهتماماته الفنية يحفظ له ماء الوجه حين يحل الجفاف بالوجه، فمصيره السراب.ومتى كانت شركات الانتاج تسوّغ القديم من الأعمال لنجوم سابقين؟ في زمن بات فيه لكل مواطن عربي أغنيته المنفردة وفنانته الخاصة! وعليه كان لزاما على مادونا قبل أن تعيب الزمان.. والعيب فيها، أن تتوخى الحذر من غدر الأيام ومن احتجاب أضواء الشهرة من حولها ومن انفضاض الأحبة عنها.. وذلك بوصفة سحرية عربية قديمة أساسها مقولة: ظل راجل ولا ظل.. \”بنك\”! فعمر الفن قصير ونانسي وهيفاء وقريبا اليسا أدرى بالمصير.
العرب أونلاين
التصنيف: