كاميرات الهيئة…هل من بديل آخر؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]العميد المتقاعد – فوزي السعيد[/COLOR][/ALIGN]
من أكثر الأمور التي تقلق الإنسان السوي اليوم كارثة الاحتباس الحراري الذي يتسبب بذوبان الجبال الجليدية في القطبين والذي سيؤدي في نهاية المطاف إذا استمر وبمعدلاته الحالية إلى نهاية العالم غرقا. إن هذا بمجمله يعتبر انتحارا حيث أنه ناتج بفعل الإنسان ولعدم اكتراثه بالأضرار الجسيمة التي يسببها لكوكب الأرض الذي يعيش فيه. هذا من جهة ومن جهة أخرى تأتي الكوارث الطبيعية التي تحدث في الكون مثل الزلازل التي لم تنجُ منها حتى مدينة العيص التي تقع في مكان مزوي هناك في شمال غرب المملكة، وفي خضم هذا وذاك تأتي أمور أخرى مثل أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور وجنون البقر وجنون البعارين. أنفلونزا وجنون بكل الأشكال والأحجام والألوان.
أما الأنفلونزا والجنون الذي نعاني منه نحن أبناء المملكة العربية السعودية فهو ذو نكهة وطعم خاص، إنه أنفلونزا وجنون المعاكسات في الأسواق بين الرجل والمرأة والذي لم نجد له من حل سوى تركيب كاميرات لرصد ومعرفة من يعاكس من في الأسواق، هل الرجل يعاكس المرأة؟ أم المرأة تعاكس الرجل؟ إنه أمر عسير يستوجب منَّا بادئ ذي بدء الترحم على أبي الطيب المتنبي الذي يقول قبل أكثر من ألف عام (ياأمة…….)
أخي العزيز لقد أكرمنا الله بأفضل وأكرم نبي عرفته البشرية منذ آدم عليه السلام وقد أُنزل عليه أطهر وأشرف وأكمل وأتم كتاب لم يُدنّس بتحريف أو تأويل أو تقويل حتى خُتمت رسالته عليه أفضل الصلاة والسلام بحجة الوداع التي قال فيها (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتم عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) أكثر من 14 قرنا لم تكفِ لتقويم وتهذيب أخلاقنا لماذا؟ هل هي نزعة شيطانية متأصلة في الإنسان تجبره إلى عدم التقيد والاكتراث بأبجديات الأخلاق العامة؟ إذا كان الأمر كذلك لماذا نحن عن سائر خلق الله على هذه البسيطة المبتلين بهذه النزعة الشيطانية؟ هناك مايُقارب 200 دولة في العالم يعيش فيها أكثر من 7 بليون كائن بشري فهل يضع هؤلاء كاميرات في أسواقهم لمراقبة المعاكسات بين الرجل والمرأة؟
– لماذا لا نتعرف على الكيفية التي تعالج بها شعوب المعمورة الحالات المماثلة؟
– لماذا لا نتعرف على المعني الحقيقي للعقد الاجتماعي وكيف يتكيف المجتمع مع ذاته في الدول الأخرى؟
– لماذا لا نعيد النظر ببرامجنا التعليمية لنتعرف على أخطائنا فيها ومن خلالها؟
– لماذا لا نعيد النظر بعاداتنا وتقاليدنا التي عفا عليها الزمن؟
– لماذا لا نعيد النظر في المواد الدينية التي تُدرّس في المدارس من المهد إلى اللحد ولم تستطع أن تعطينا إنسانا مهذبا يعرف حقوق الإنسان الآخر ويحترمها؟
– لماذا لا نتعرف على الخلل في التربية داخل البيت والأسرة؟
– لماذا لا نعترف أن رجل الهيئة لا يستطيع تنفيذ وتحقيق أهداف منظمته حتى لو تضاعف ملاكها دون أن يسير معه في الأسواق رجل أمن ببزته العسكرية، إذا قوة الهيئة تأتي من مهابة رجل الأمن وليس من ذاتها؟
– لماذا لا نعترف أن وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية استطاعت وبفترة زمنية قصيرة ليس بالقضاء على الإرهاب وحسب ولكنها توغلت في باطن الأرض فقلعت جذور الإرهاب وجذور أساتذته ودعاته ومروجيه ومناصريه فقضت على من قضت وروّضت من روّضت فعادوا إلى جادة الصواب وأصبحوا بشرا مثل سائر البشر حتى الآن؟
– لماذا لا تتولى وزارة الداخلية إذا إيجاد جهاز أو قطاع نموذجي يتلاءم مع متطلبات العصر يُسمى جهاز الآداب العامة يتولى مراقبة الأسواق حتى يعتدل المِعوّج صاحب السلوك الخاطئ وحتى يتعلم الناس أنّ الأسواق للتسوق وليس ساحة عامة للفساد؟
أعطِ ياأخي القوس باريها فتُحل المشكلة أو آتِ بـ 10 متخصصين كبار بعلم النفس أجانب وليمضوا وقتا كافيا في بلادنا ويدرسوا أسباب ودوافع السلوك الشاذ في الأسواق فلعلهم يستطيعون أن يضعوا يدهم على مكمن الداء حتى يُمكن إيجاد الدواء الصائب له علميا ودون اجتهادات فردية غير مُجدية ومبذرة للمال العام.
التصنيف: