الثانوية العامة.. والأسئلة الحائرة

• الشريف خالد بن هزاع بن زيد

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]الشريف خالد بن هزاع بن زيد[/COLOR][/ALIGN]

لا ندري كم عدد طلاب وطالبات الثانوية العامة الذين سيدخلون اختبار الشهادة بعد أسابيع إن شاء الله وندعو لهم بالتوفيق والتفوق.
أسأل هذا السؤال لأطرح آخر : عن الطاقة الاستيعابية لجامعاتنا التي فاقت العشرين حكومية وأهلية قديمها وحديثها والكليات للبنين والبنات والتعليم الفني، أي منافذ وفرصا للتعليم العالي للمنتظر حصولهم على الثانوية العامة؟
أما مبرر هذا السؤال وذاك فهو غياب المعرفة الدقيقة لدى طلاب وطالبات الثانوية العامة عن الجامعات وتخصصاتها، وربما كثير منهم لا يعرف عنها سوى اسمها وبدواخلهم آمال وطموحات، وعليهم أن يأخذوا الفترة المتبقية غلابا وبالعزيمة والتنظيم، خاصة وأن الأسابيع الأخيرة عادة ما يغزوها الملل عند البعض والإحساس بضغط الوقت عند آخرين.
والنوع الأول يحاول الهروب من نفسه ومما عليه من تحصيل ومراجعات، والثاني قد يشعر بتوتر إن لم يحسن التنظيم وتأكيد ثقته في قدراته وقدرته على الاستفادة مما تبقى من وقت هو إن شاء الله كافٍ لمن يعطي مواده حقها ولبدنه حقه، ويستعين بالله على أموره ويأخذ بالأسباب وأهمها الطمأنينة والاستغلال الأمثل للوقت.
بعد هذه الهمسة لأحبائنا الذين يستعدون للاختبار أعود إلى موضوعنا عن فرص التعليم العالي، وهذه النقطة تحديدا نادرا ما نسمع أو نقرأ إحصاءات عنها، حتى لا تبدو كل جامعة وكلية وكأنها تفرد بمفردها.. فلو قلنا أن طلاب وطالبات الثانوية العامة نحو مائتي ألف يزيد أو ينقص، فما هي خطة الجامعات والتعليم العالي بكل مجالاته أو كم ستستوعب وما تخصصاتها؟
من حق الطالب والطالبة أن يعرفا شيئا عن مستقبلهم وطريقهم الذي سيسيرون فيه حسب قدراتهم وبالطبع نسبتهم حسب النظام الجديد بعد تطبيق اختبارات القدرات والتحصيل.. فالحاصل أن الكليات الأهلية نراها أكثر حضورا في التعريف بنفسها عن الجامعات الحكومية، ولا ندري ما السبب في ذلك.
هل لأنها حكومية مجانية وتعلم أنها أول من ينشدها المتقدمون للقبول من البنين والبنات، وبالتالي سيأتونها راغبين أو مكرهين خاصة من لا قدرة لهم على الجامعات والكليات الأهلية، وعليهم أن يتعرفوا عليها بأنفسهم.
اعتقد أن التخطيط للقوى البشرية الوطنية يستوجب نشر المعلومة والأرقام وفي وقت مبكر، وهو ما يعرف بالإرشاد.. وعندما يلم طالب وطالبة الثانوية العامة بمعلومات هادفة عن المرحلة المقبلة من تعليمه العالي، سيستقر تفكيره ويحدد بدائله ورغباته في حال عدم تحقيق رغبته الأولى، ويمكن للأسرة أن تساعده على ذلك ويستقر قرارها أيضا تجاه مصير أبنائها.
ما يحدث في فترة التسجيل والقبول ورغم التوسع في عدد الجامعات والكليات والقفزة الكبيرة التي دعمها وحققها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وافتتح عددا من الجامعات الجديدة ووضع حجر أساس العديد منها في زياراته المباركة للمناطق، إلا أن الطلاب يحتاجون للتعرف على تخصصات جامعاتهم المتاحة أمامهم.
وصدقوني لو تفضل أهل الاختصاص من مسؤولينا وخبرائنا في التعليم العالي وأطلوا عبر التلفيزيون والصحافة، وشرحوا وقدموا معلومات عن الفرص والتخصصات وتحليل اتجاهات سوق العمل، وأن لا يهملوا الطالبات في أمور كهذه كالعادة باعتبار أن المتحدثين من الرجال ويوجهون كلامهم للطلاب، تماما مثل معظم حديثنا في البطالة عن الشباب.
فالخريجات حظهن جيد إذا تذكرهن أحد عن فرص العمل باستثناء التوظيف في مجال التعليم الذي تشبع هو الآخر وملئ بالمتاعب للكثيرات من أول يوم عمل إن لم يكن من بعض المديرات فسيكون من المناطق النائية، وما أدراك من النائية التي لم نجد لها حلا بعد، لنرحم المعلمات وإخوان أو أزواج يضطرون لمرافقتهن لسنوات مفتوحة حتى وإن توقف حالهم وأشغالهم من أجل أن تنفذ المعلمة قرار استلام العمل، أو البديل السفر وشبح حوادث الطرق.
إن الاستقرار التعليمي يبدأ بالمعرفة المسبقة عن التعليم العالي، لا أن يجد خريجو الثانوية أنفسهم في حيرة سرعان ما تخطف الفرصة بالنجاح، لأن الصورة ضبابية، لذا نتمنى أن تكثف وزارة التعليم العالي والجامعات برامجها التعريفية التي تساعد على تحديد معالم المستقبل لآلاف الحيارى بعد الثانوية العامة، كما أن ذلك يمنحهم ثقافة أوسع عن مستقبل حياتهم العملية والتخطيط لها مبكرا.. فقد تغيرت الدنيا وكل شيء ولا تزال ثقافة التخطيط للأجيال غائبة إلا من تمنيات تتغير مساراتها في محطات كثيرة ودوامة الأسئلة عن الكلية ثم عن العمل.
* نقطة نظام / للشاعر:
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب *** ولو نطق الزمان لنا هجانا
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *