[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

المسؤولية الأمنية والفكرية التي تجلَّت بوضوح في المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري والذي بدأ أعماله بالرياض صباح أمس الأول لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية والتي يعيشها بواقعية إنسان هذه الأرض مواطنا ومقيما و زائرا أصبحت نموذجا يحتذى ودلالة واضحة على جهود المملكة وأن الأمن الفكري بمفهومه الشامل وقيمته المعنوية والمادية التي تتمتع بها هذه الفئة وتليق بمكانتها الإنسانية وكرامتها وتتفاعل في صورتنا الذهنية للعوامل المؤثرة في استقرارنا ورفاهيتنا ومدى الانعكاسات الإيجابية على مستقبل حياتنا الأسرية ولتبقى الحقيقة الساطعة بكل جلاء في المشهد الثقافي المحلي برؤيته الاجتماعية الصادقة وهي مؤشرات لابد لنا أن ندرك أبعادها ونخضعها كتجربة قابلة للنجاح كما هو العكس لا سمح الله .
ومع إيماننا بمعطيات العصر وأن فرضية النجاح والفشل أمر لابد منه وعلينا أن لانفرط في التفاؤل كما أنه لا يمكننا أن نستسلم لفرضية الفشل دون معرفة الأسباب والبحث عن الحلول بمقاييس علمية عندها لابد من الوصول لنتائج تقترب من درجة الصحة بنسب نجاح عالية طالما أن الفرضية العلمية تخضع لمعايير جدية لتقليل نسبة الخطأ والوصول لاتخاذ القرار المناسب قبل أن تتفاقم المشكلة التي قد تصل لظاهرة اجتماعية متى ما تعثرت البرامج العلاجية أو أسيء استخدامها وهي مسلمات لابد منها خصوصا عند تعاطينا مع مثل هذه الحالات ونحن لم نكن في معزل عما يدور حولنا وفي محيطنا الإقليمي والدولي خصوصا مع موجة الطفرة العلمية والتقنية المتقدمة إضافة لتسويق حزم من الأفكار الوافدة عن طريق بعض البرامج الفضائية الموجهة وقليل من الصحف الالكترونية بمقالاتها وموادها المنتقاة لفئات عمرية معينة في ظل وفرة الفراغ والوقت القاتل الذي يذهب هدرا دون الاستفادة منه وإنما استثمر فيما لا فائدة فيه وقد تطول القائمة لتجد هذه الشرائح من أبناء المجتمع أمام مخاطر جسيمة من التيارات الفكرية الهدامة والتحديات التي تواجهها بلادنا وأمتنا العربية والإسلامية بقصد الخروج برؤية تكتسي الطابع الإنساني وتغرس روح التسامح بين أفراد المجتمع الواحد فيما بينها وبين بقية المجتمعات الإنسانية وتقيم حوارا حضاريا يتسم بالعقلانية مبنيا على الوسطية والاعتدال والانفتاح نحو الآخر مدركا لمعنى الحياة الكريمة محافظا على مقدرات الوطن ومكتسباته الحضارية مواكبا لتطلعات العصر لكافة مناحي الحياة.
وأجدها فرصة أن أشيد بالمؤتمر الوطني الأول \” المفاهيم والتحديات \” الذي احتضنته جامعة الملك سعود بالرياض برعاية كريمة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأسبوع الماضي ، واختتم اعماله بتوصيات تعزز الدور الإيجابي والدعم الفاعل للمملكة العربية السعودية لإنجاح مثل هذه المؤتمرات ممثلا في كرسي الأمير نايف للأمن الفكري بما يحمله من استراتيجيات عمل ورؤية عالمية ببرامج ودورات هادفة وأبحاث وأوراق عمل محكَّمة لمعالجة الأفكار المنحرفة والتيارات الهدامة المخلة بأمننا الفكري والتهنئة الخالصة لمعالي الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود بالرياض بنجاح جلسات المؤتمر والمحاور التي تمت مناقشتها والتي أضافت بعدا جديدا للحوار الهادف.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *