مستقبل إسرائيل
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]طلال محمد نور عطار[/COLOR][/ALIGN]
هناك بعض المثقفين – بكل اسف – وهم في الغالب من يتولون مناصب عليا في بلدان العالم العربي والاسلامي يطلقون بين الحين والآخر تصريحات بمناسبة او بدونها امام قادة عصابة الكيان الصهيوني في فلسطين العربية المحتلة: ان مقاومة (الاحتلال) الاسرائيلي الغاشم لفلسطين العربية اصبحت عملا عبثياً، ولا يمكن دحره واندثاره وزواله دون الاخذ في الحسبان ان تاريخ الدول التي احتلت من قبل قوى كبرى كالدول الغربية الاستعمارية رضخت لارادة الشعوب وليس لارادة النظم الحاكمة بالرحيل على الرغم من انها لا تملك ترسانة اسلحة ضخمة، ولا تقنيات متقدمة أو شبكة اتصالات ضخمة أو معدات هائلة، وانما كانت تملك ارادة قوية نحو دحر قوى الاحتلال وارغامه على الجلاء.
وإسرائيل ككيان استعماري لا تنتمي الى الامة العربية بصلة ولا يمكنها البقاء في وسط غالبية عربية، ولا تملك الارض أو المكان لذلك فإن مستقبلها يبقى دائماً مهدداً ومجهول المصير اذا استمر بقاؤها في المنطقة العربية إلى ما لا نهاية.
ففي دراسة بعنوان: \”عبء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني\” الذي صدر عن مركز إدفا لشاومو سيبريسكي تناولت عبء النزاع في أحد عشر مجالاً اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً بالوقائع والارقام والنسب المئوية والمقارنات مع ازمان اسرائيلية سابقة بعد كان الهدوء مسيطراً فيها.
تشير الدراسة الى ان النزاع مع الفلسطينيين أشبه بحجر الرحى على عنق إسرائيل إذْ يقوض نموها الاقتصادي ويثقل كاهل ميزانيتها، ويحد من تطورها الاجتماعي، ويضر بمكانتها الدولية، ويستنزف جيشها،ويهدد ساحتها السياسية، ومستقبل وجودها كدولة قومية يهودية!
وتقر الدراسة ان اسرائيل تدفع ثمناً باهظاً جراء استمرار النزاع، والتلكؤ في تطبيق حل يستند إلى تقسيم عادل ومتفق عليه.
وتنطلق الدراسة في استطلاع واقع اعباء النزاع في كل مجال على حدة، ففي زيادة ميزانية الدفاع وهي حوالي (37) ملياراً بين سنوات 1989م (1409هـ) و2008م (1428هـ) تزيد عن حجم الانفاق السنوي على جهازي التعليم العام والتعليم العالي عام 2008م!
وتضيف الدراسة: إن كلفة الانسحاب من قطاع غزة (التعويضات للمستوطنين) كانت (9) مليارات شيكل!
كما ان كلفة الجدار العازل بلغت (13) مليار شيكل، ويضاهي هذا المبلغ الميزانية السنوية لوزارة الصحة الاسرائيلية للعام 2008م.
واشارات الدراسة الى ان (الجيش) وبسبب اعباء الانتفاضة الاولى والثانية لا يستطيع ان ينأي بنفسه عن الاعتبارات السياسية او يجد نفسه في صراع ومواجهة مع السياسيين والمستوطنين مما أدى الى انحسار التأييد العام للجيش، وينطوي على حظر فقدان شرعية الخدمة العسكرية وسجلت الدراسة ان (إسرائيل) اصبحت دولياً عرضة للتنديد والنبذ دولياً، والمقاطعة من قبل الدول والمحافل الثقافية والحقوقية والاكاديمية في الغرب!
كما سجلت الدراسة ان (النزاع) افرز أول حادث اغتيال في اسرائيل، وهو حادث اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين عام 1995م بسبب توقيعه اتفاق اوسلو!
ان مستقبل اسرائيل يمضي قدماً نحو زوالها ان استقلال فلسطين اصبح على وشك البزوغ كواقع حقيقي يتجسد يوماً بعد يوم، فهل يعي هؤلاء هذا الواقع الذي يشبه الى حد كبير افول شمس الاستعمار عن البلدان المستعمرة!؟
التصنيف:
