الخوف والرجاء يدخلان الجنة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]السيد القاضي[/COLOR][/ALIGN]
إن من رحمة الله على عباده إذا قال العبد يا رب قد أذنبت. قال الله تعالى يا عبدي وأنا قد سترت، وإذا قال العبد يا رب لقد تبت. قال الله تعالى: يا عبدي وأنا قد قبلت. ويقول الله تعالى: عبدي أطعتنا فقربناك وعصيتنا فأمهلناك ولو عدت بعد ذلك قبلناك.
دخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على شاب وهو يحتضر فسأله النبي كيف تجدك؟ قال: يا رسول الله أخاف ذنوبي وأرجو رحمة ربي. فقال له رسول الله: صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع الخوف والرجاء في قلب المؤمن إلا أدخلا صاحبهما الجنة)، فعلى المؤمن في مثل هذه المواقف مهما كثرت ذنوبه أن يحسن الظن بالله.
وعن ابن مسعود أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة فأتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره فصمت الرسول برهة ثم قال اسمع ماذا أنزل الله فيك: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات) \”هود 114\”.
ويحكى أن أحد الصالحين له جار سوء فلما مات هذا الجار السوء امتنع الشيخ الصالح أن يصلي عليه وقال: أنا لا أصلي على العصاة، ونام في هذه الليلة فوجد ذلك الجار في روضة من رياض الجنة فسأله كيف حالك عند الله؟ قال له: لما رفضت أن تصلي عليّ امتلأ قلبي فزعاً فلما تمثلت روحي بين يدي ربي قال لي ربي: يا عبدي ماذا قال لك عبدي؟ قلت: ياربي أنت أعلم بما قال. فقال لي الله: إن كان عبدي قد طردك من بابه فإن بابي يقبل المطرودين ويعفو عن المذنبين.. ادخل الجنة فقد غفرت لك.
يقول موسى ـ عليه السلام ـ يا رب ماذا تقول لعبدك إذا قال يا رب وهو راكع. قال الله: يا موسى أقول له لبيك يا عبدي، قال موسى وإذا قال يا رب وهو ساجد. يقول الله أقول له لبيك يا عبدي. قال موسى: فإذا قال العبد يا ربي هو عاص. قال الله: أقول له لبيك.. لبيك.. لبيك يا عبدي.
بينما كليم الله يمشي ذات يوم إذ لقي عبداً يعبد الله فقال العابد لموسى يا كليم الله إذا ناجيت ربك اسأله لي ثلاثة أشياء: أن يرزقني رضاه، وألا يشغلني بسواه، وأن يلهمني ذكراه حتى لا أنساه. وذهب موسى يناجي ربه وبينما هو يناجي ربه إذ قال له الله: أنسيت ماذا قال لك عبدي؟ فقال يا ربي ذكري لك أنساني ماذا قال. فقال الله يا موسى بلغ صاحبك هذا أن بيني وبينه أموراً وأنا عليه غضبان ـ والله ستار حليم لم يذكر ما بينه وبين العبد ـ ولما ذهب موسى إلى العابد وكان العابد في انتظار الرد فيقول له موسى: أيها العابد إن بينك وبين الله أموراً وهو من أجلها عليك غضبان. قال العابد يا موسى والله إن طردني من بابه فلن اغادر بابه أبداً.
ويوحي الله إلى موسى أن يا موسى بلغ صاحبك أني قد غفرت له ما كان بيني وبينه وأنا عنه راضٍ.
يقول تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي) فعلى الإنسان أن يحسن الظن بالله لينال بذلك خير الله. اللهم إنا نرجو رحمتك ونخشى عذابك.ومن رحمة ربي على عباده يقول تعالى: (نبئ عبادي إني أنا الغفور الرحيم) ويقول تعالى: (غافر الذنب وقابل التوب).
يا رب..
أنا إن بكيت فلن ألام على البكا
فلطالما استغرقت في العصيان
يا رب عبدك من عذابك مشفق
بك مستجير من لظى النيران
ارحم تضرعه إليك وحزنه
وامنن عليه اليوم بالغفران
التصنيف: