لقاء مع أمير الدبلوماسية

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بشير علي كردي[/COLOR][/ALIGN]

لدى ابنتي ما تقوله اليوم، قالتها والدة رشا في اللقاء الأسبوعي للجيران، فاحتلت رشا مكان الصدارة في المجلس وأخذت تتلفت يمنة ويسرة لتتأكد من أن الحضور على استعداد لسماعها.
بدأت بالقول أنها ستتحدث إلينا اليوم كصحفية وإن لم تكن بعد قد قررت مجال تخصصها، وأنها، وبالصدفة، وهي مع صديقتها في بهو اوتيل الانتركونتيننتال بمدريد ظهر يوم الثلاثاء الماضي، شاهدا حركة غير عادية، وأن عددا من الصحفيين الأسبان والعرب يأخذون طريقهم إلى واحدة من قاعات الفندق الرئيسية. عرفت من موظف الاستقبال أن هناك ندوة للصحفيين وأن عميد السلك الدبلوماسي سيكون ضيف الشرف، فقررت هي وصديقتها أن يدخلا القاعة ليحضرا أول مؤتمر صحفي عربي لهما، ولا بد أنه سيهتم بقضايا المشرق العربي إضافة إلى العلاقات الثنائية بين أسبانيا والعالم العربي وهذه من الأمور التي تتابعها هي ووالديها باهتمام كبير.
لم تجد صعوبة في دخول القاعة، وأخذت هي وصديقتها مقعديهما بجانب سيدة عربية تعمل في القسم العربي براديو أسبانيا وتتقن الأسبانية مما سهل عليهما متابعة ما يدور في الندوة من حديث وحوار.
وبدأت الندوة، وكانت المفاجأة، عميد السلك الدبلوماسي وضيف الشرف هو سفير المملكة العربية السعودية لدى أسبانيا الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، الشخصية الدبلوماسية التي تحظى بكثير من التقدير عند كافة الأوساط الرسمية والاجتماعية في أسبانيا.وكانت كلمته وإجاباته على ما طرح على سموه من أسئلة – شافية وافية حسب وصف والدتها للمتحدث اللبق – تناولت وبوضوح العلاقات العربية الأسبانية، والقضية الفلسطينية، وتعنت الإسرائيليين في التجاوب مع قرارات الشرعية الدولية، و إيران والتسلح النووي، و إيران والجزر العربية المحتلة، و العراق واقتراب ساعة الصفر لجلاء القوات الأجنبية عن أرضه،والخلاف الفلسطيني/ الفلسطيني، والقرن الأفريقي وظاهرة القرصنة.
أكد سموه على ثوابت في الرؤية العربية ومنها:
1ـ أنه لا يمكن تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط إلا إذا انسحبت إسرائيل من كافة الأراضي العربية في الضفة وقطاع غزة والجولان السورية ومزارع شبعا التي احتلتها في حرب الخامس من يونيه 1967، أي العودة إلى حدود الرابع من يونيه بما في ذلك القدس الشرقية . فالقدس الشريف – كما كانت عليه قبل الخامس من يونيه هي عاصمة الدولة الفلسطينية المرتقبة.
2 ـ السعي لتحديد إطار لتقدم عملية السلام في الشرق الأوسط وفقا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، ولدينا خطط متعددة للسلام ولسنا بحاجة للمزيد.
3 ـ دعم الجهود المبذولة فلسطينيا وعربيا لوحدة الفلسطينيين ووضع نهاية للانشقاق لتمكين السلطة الفلسطينية من ممارسة مهامها بكفاءة وتنشيط مجلسها التشريعي.
4 ـ أن ينزع السلاح النووي بالكامل من منطقة الشرق الأوسط، وأن تخضع المنشئات النووية الإسرائيلية للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
5 ـ حق جميع الدول في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.
6 ـ انسحاب إيران من الجزر العربية الثلاث التي تحتلها في الخليج وعودتها إلى وطنها الأم دولة الأمارات العربية المتحدة.
7 ـ دعم جهود الأمن والاستقرار في العراق وقد بات مؤكدا عزم الولايات المتحدة الأمريكية على سحب قواتها من أراضيه.
8 ـ دعم الاستقرار في الصومال فهو الكفيل بالقضاء على ظاهرة القرصنة التي ندينها بقوة.
وفي مداخلة لشيخ المستشرقين الأسبان البروفسور بدرو مونتابث تطرق فيها إلى تعنت الحكومة الإسرائيلية و تطرفها، وأن ما يردده رئيس وزرائها السيد نتنياهو ووزير خارجيتها السيد نيومان من آراء ووجهات نظر رافضة لإقامة الدولتين وما سبق التوصل إليه مع الحكومات الإسرائيلية السابقة في مسار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لا يمكن اعتباره آراء شخصية بل سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهذا ما يجعل الأمور أكثر تعقيدا، وعقب سموه على المداخلة بأن معالي وزير الخارجية الأسبانية السيد موراتينوس كان من أوائل من زاروا رئيس وزراء إسرائيل الجديد السيد نتنياهو للتهنئة ولمتابعة الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الأسبانية من أجل التسوية، وأنه يأمل أن تكون هذه الزيارة بادرة خير وهناك ما يقابلها، وأضاف سموه بأن إسرائيل كانت متفوقة وناجحة في كسب الرأي العام الغربي لما تملكه من نفوذ في وسائل الإعلام، غير أن حربها العنصرية والوحشية على قطاع غزة قد أفقدها الكثير من التعاطف، وهو أمر يحتم علينا نحن العرب أن نرتقي بوسائل إعلامنا لكسب الرأي العام لقضايانا العادلة.
ما أثار انتباه و تقدير رشا أن سمو السفير وهو يتحدث إلى الحضور ويحاورهم كان يعبر عن وجهة النظر العربية بشمولية وواقعية ووضوح دون تحيز لفريق دون الآخر وهو أمر ليس بالغريب على الدبلوماسية السعودية. وأنهت حديثها وهي تنظر إلي بكلمة مبروك عليكم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *