[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

في هذا الزمن المليء \”بالسوداوية\” هذا الزمن الذي يفتقد الى روح المحبة والصفاء عند البعض، في هذا الزمن الذي بات فيه الانسان اكثر حزناً على ما وصل اليه من فكر لا يحمل في حقيقته أي فكر منير, لكن رغم كل هذا الحال وتلك العتمة هناك أناس اكثر بهاءً واكثر تواضعاً لا يعرف الغرور الى نفوسهم طريقاً بل هم اكثر اريحية ينظرون الى الحياة نظرة مليئة بالمحبة مبعدين عن نفوسهم كل سبل \”الضغينة\” .. هاتان الكفتان في ميزان الحياة موجودتان منذ ان خلق الله – الخلق – وسوف يظلون هكذا حتى يلقونه سبحانه في مستقر رحمته تعالى. فيكون عنده – الجزاء – الأوفى فلا ينظر الى صوركم ولكن الى قلوبكم.
لكن أنت أيها الراحل تظل الانقى والاصفى فلم تلوثك الحياة بادرانها ولم تَعش نظرتك بتشوهاتها.. او تحتويك في احقادها، فأنت بياض لم يخالطه سواد أو يأخذ من بديهتك الطاهرة شيئاً.
تظل أنت واحداً من قلائل دخلوا الدنيا نظافاً وخرجوا منها أكثر نظافة، فبراءتك هي عنوان لتلك السريرة التي يتمتع بها أمثالك.هكذا ترحل من \”بيننا\” بكل هدوء بعد ان صرفت نظرك عن كل ما قد لا يعجبك فأنت رغم كل شيء كنت تعيش إحساساً فارهاً تعبر به ببعض كلماتك وبصوتك \”المخنوق\” الواضح.هكذا ترحل تاركا خلفك كثيراً من تفاهات الحياة وادرانها، لتذهب سليماً طاهراً كما كنت دائماً ففي طلعتك كما \”اسمك\” كل حروف الانصراف عن النظر الى كل ما هو زائل ومفقود رحمك الله واسكنك فسيح جناته \”يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية وادخلي في عبادي وادخلي جنتي\” صدق الله العظيم .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *