المنتجُ التربوي.. لمَ الاهتمام؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] جاسم المحاري [/COLOR][/ALIGN]
أضحى الاهتمام اليوم بجودة المخرجات Output Quality في أيّ مجال من المجالات توجهاًً عالمياً, بل وعلامة بارزة تُترجم نُضج المجتمع وتقدمه وصونه لمنجزاته وحفاظاً على موارده على اعتبار أنّ جودة المخرجات لا يمكن حصرها في مجال بعينه, ذلك أنّ المخرجات تتنوع بين مجالات حياتية مختلفة, منها المجال التقني والصناعي والزراعي والبيئي والاجتماعي والثقافي والتربوي, فهي أمور لابد من العناية بجودتها والاهتمام بها في أي مجتمع يسعى للارتقاء بمستوى إنتاجيته وجودتها في هذه المجالات السالفة أو غيرها. وقد لُوحظ في الآونة الأخيرة، أنّ الكثير من الدول قد استحدثت إدارات تتولى مهام وظيفتها الأساسية وشغلها الشاغل، التأكد من سلامة وجودة المخرجات من حيث الشروط والخصائص التي تتواءم والنفع الفردي والجماعي للإنسان؛ الأمرّ الذي دفع بالكثير من الهيئات والإدارات المعنية إلى سياسة الإيفاد للدول الرائدة في هذا المجال, فيما دفع الآخرين لاستقدام الخبراء والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في وضع الأسس والأطر التنظيمية. فالأنموذج المفترض للمنتج التربوي, يقوم على ثلاثة عناصر: عنصر المدخلات والعمليات والمخرجات , فعنصر المدخلات يمكن أنْ يتمثل في المعلم المؤهل, والمتعلم المجدّ, والأدوات التعليمية الفاعلة, والتجهيزات المختبرية الصالحة للاستعمال, إلى جانب البيئة المهيئة للتّعلم والتعليم, والمحتوى الغني بالعلوم والمعارف الحديثة. وأمّا عنصر العمليات, فيمكن الإشارة فيه إلى الورش والدورات التدريبية والأنشطة والفعاليات التربوية. وبالنسبة لعنصر المخرجات, فيُترجم في المتعلم الذي يمتلك المعلومات ويتمرس بالمهارات ويتسم بالخصائص الفاعلة. وخلاصة القول, أنّ تحسين جودة المخرجات لأي منتج في أيّ مجال؛ يتطلب جهوداً حثيثة تبدأ مع مرحلة التخطيط لأي نشاط يُنوى القيام به، آخذين في الاعتبار جودة الأهداف والأدوات والأساليب المستخدمة والعمليات والإجراءات، فضلاً عن إجراء عملية التقويم المستمرة والمتابعة الدقيقة لكافة خطوات العمل وإجراءاته.
الأيام البحرينية
التصنيف: