البوابة الشرقية الغربية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]
عدت منذ يومين من مدينة الغيضة عاصمة المهرة. وهي زيارتي الأولى لهذه المحافظة التي تعتبر في أقصى الشرق من اليمن وتسمى لذلك البوابة الشرقية. وهي على الجانب الغربي لعمان وتسمى لذلك البوابة الغربية. وتقع حدودها الشمالية على مساحة واسعة من الجنوب السعودي ولهذا تكون اللغة السائدة والعادات والتقاليد وكثير من السمات المجتمعية وصلات القرابة ممزوجة في هذه المنطقة بين سعودية ويمنية وعمانية.
والمهرة كما تقول كتب التاريخ سميت بهذا الاسم الذي هو اسم قبيلة من اولاد مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف الحميري من قضاعة بن مالك الحميري. وكانت المهرة في الزمن القديم مصدر التوابل الطيبة وبخور المعابد، كما كانت ارضها معروفة قديما بأرض الاحقاف.
ويتحدث المهريون فيما بينهم باللغة المهرية القديمة ويتحدثون مع الآخرين باللغة العربية. ويقال ان اللغة المهرية هي اللغة الحميرية القديمة التي هي شقيقة مباشرة للغة العربية. وقد كانت هذه اللغة هي لغة الممالك الجنوبية في جنوب الجزيرة العربية التي تشمل كل اليمن اليوم وعمان. وتلك الممالك هي تلك المعروفة باسم معين وسباء وحمير وقتبان وسباء.
من عمق التاريخ الى الراهن:
عرفت المهريات بصبرهن وقوة شخصيتهن وقدرتهن على تحمل الصعاب والمسؤولية في العائلة رغم تكرار الهجرات الدائمة للرجال. وقد تمكنت من اللقاء بمجموعة من القيادات النسائية منهن خلال زيارتي القصيرة الأولى وحضرن كمصادر معلومات في دورة تدريبية قمت بتنفيذها للعاملين في اذاعة المهرة المحلية التي تبث على نظام الإف إم (FM )، ويمكن التقاطها في إرسال أجهزة التلفزيون الصوتية واجهزة الراديو العادية وخاصة في السيارات.
وتعمل معظم برامج هذه الاذاعة في الفترة الصباحية على أجهزة كمبيوترية حديثة وبالطرق الاعلامية الجديدة. وقد استهدفت الدورة التدريبية تعريف العاملين بمشكلات التعليم بشكل عام وتعليم الفتيات على نحو خاص. وكان من المهم أن يقوم بين العاملين في الاذاعة ووسائل الاعلام المكتوبة الموجودين في المحافظة وبين الناشطات في العمل النسائي بالمهرة، نوع من التنسيق الذي يمكن من أجله ان تخدم وسائل الاعلام القضايا المجتمعية الملحة كما يراها أصحابها.
وخلال جلسات النقاش دارت حوارات على مستوى عالٍ من الوعي والمسؤولية تماما كما لو أنها كانت تدور في عاصمة اليمن وليس فقط في عاصمة المحافظة النائية التي تشكو بعدها وعزلها عن كثير من القضايا الدائرة في بقية البلاد.
وبعد العصر قامت مسؤولة قطاع المرأة في المحافظة بأخذي في جولة حول المدينة ثم توجهت بي الى مدرسة ثانوية للبنات كانت تقيم معرضا سنويا لأنشطة الطالبات، استمتعت فيه بشرح من الطالبات عن التاريخ، وعن الآثار وعن المواد التقليدية للجدات.
وفي الأخير شربت القهوة المهرية، وأنا استمع إلى زفة تقليدية لعرس قديم لبست فيه الفتيات ملابس جداتهن، لكنهن كن يعشن زمانهن بكل ما تعنيه الكلمة.
[email protected]
التصنيف: