من مؤشرات الأزمة المالية العالمية

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الغني قنديل الزوي [/COLOR][/ALIGN]

بداية يستوجب المنطق بكل شفافية أن يتساءل من المتسبب في ذلك حيث سلامة التشخيص تؤدي إلى سلامة العلاج كذلك من المعروف أن من أسباب الأزمة المالية العالمية تحول النقد إلى سلعة اي تحول الارقام على شاشات الحاسبات الى وهم لا يمثل الحقيقة وان المضاربات التي كانت تحدث لا تعدو ان تكون تسويق اقتصاد الوهم الذى لا يجسد ارقاماً حقيقية علاوة على ذلك وتلك الأخطر ان العالم يتعامل مع عملة » الدولار « تغطية ذهبية منذ السبعينات وهو بذلك لا يعتمد على شيء الانفوذ اميريكا وقوتها في العالم وبانتهاء الحرب الباردة وانتهاء الاتحاد السوفييتي وتورط اميريكا في معزوفة الحرب على الارهاب وتنامي العداء لأميريكا في العالم وتأثر الواقع الاجتماعي في اوروبا وأميريكا من تداعيات تلك الحروب وارتفاع اعداد البطالة والتضخم وانهيارات اسعار النفط وخسارة ما يقارب 400 مليار دولار تبخرت من الأموال العربية المستثمرة في الغرب..
ان الركود الاقتصادي الحالي لا يمكن التقاط أنفاسه في الغرب بإجراءات تنحصر في هم الشركات والبنوك ومحاولة انقاذ الأغنياء على حساب الفقراء ومعاودة تركيز المال لدى الصفوة والأغنياء دون التفكير الجدى الحقيقى في المشاركة الفعلية لثروة الشعوب من خلال الاهتمام بالقاعدة العريضة للجماهير.
ان العالم الذى تهدده انطلاق الرأسمالية دون مسئؤولية اجتماعية هو في حقيقته يتخبط في غياب التزامات رقابية على حركة المال وضخ النقود في مشاريع حقيقية وخدمات فاعلة مما جعل الاقتراض والعالم الثالث وهو في طريقه للتنمية يعاني من شروط قاسية لصندوق النقد الدولي في عدم تقدير ظروف تلك البلدان مما يزيد من تعثر التنمية وتذبذب اسعار الطاقة وضبابية مستقبل العالم الاقتصادي ما لم تتأكد المشاركة الحقيقية لكل فضاءات العالم في الوصول إلى نظام نقدي جديد اصبحت فيه الصين وغيرها من مناطق العالم تضع مؤشرات جديدة لا يمكن بها استمرار أمريكا وحدها في احتكار العملة العالمية » الدولار « مما يستوجب التفكير الجدي في (سلة عملات جديدة) تصنعها المجتمعات القادرة على المشاركة الحقيقية في الإنتاج العالمي إلى جانب ما صنعته الرأسمالية من حرب فيروسات في التلاعب بالجينات في زراعة الارباح العاجلة.
هذا الوضع العالمي ونحن في افريقيا والعرب جزء منه يرتب علينا التزامات جديدة بإعادة الهيكلة الاقتصادية تحتم علينا ان تصدير النفط وبأسعار تصطدم بضرائب مرتفعة في دول الاستهلاك وباستيراد مضاعف من تلك الدول لحاجاتنا للمعدات والتشغيل وحتى الغذاء يجعل منا (بقرة حلوب) قد نصل إلى مرحلة وكأننا نزود العالم بالنفط بالمجان اذا كانت حساباتنا صحيحة عقب كل أزمة اقتصادية تتبخر فيها أموالنا في الغرب ودائع واستثمارات مما يستوجب علينا التفكير الجدى في اقتصاد تكاملي عربي أفريقي يؤمن الغذاء ويساهم في زراعة تقنية وصناعة قادرة مثل تجربة الهند وآسيا في سد فجوة من احتياجاتنا الملحة امام سوق يفقد في ضوابطه بعقلية الرأسمالية المتجاوزة لحدود المسؤولية المدمرة للواقع الاجتماعي في نطاقها المؤثر على امتداد العالم.
ان الاهتمام بشبكة الطرق والمواصلات والاتصالات وقيام اقتصاد تكاملي والاعتماد على إنتاج حقيقي وتوظيف أمثل لتنمية بشرية فنية وعلمية هو الحل الاوحد..خدمات وانتاج واستثمار علمي هو الخروج الامثل للعرب والافارقة من تداعيات الازمة العالمية بأقل الخسائر واكثر تحصناً للمستقبل.
الشمس الليبية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *