مسامرات.. معجون أسنان

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد البسام[/COLOR][/ALIGN]

في الفيلم الأمريكي الجميل (المرأة لها وجهان) تقول البطلة لصديقتها وهي تشرح معاناتها في الحياة: صدقيني.. لا احتاج إلا لإنسان يقف معي.. فأنا أريد إنساناً يعرفني ويعرف عن أشيائي المفضلة.. ويعرف ماذا أحب وماذا أكره.. أريده أن يعرف حتى نوع معجون أسناني!
هذه البطلة وغيرها من ملايين البشر لا يبحثون عن مستحيلات نادرة الوجود، ولكن عن بشر مثلهم يشاطرونهم الاهتمامات، ويشتركون معهم في تفاصيل الحياة بحلوها ومرها، ويحتاجون إلى بشر يفتحون قلوبهم البيضاء لهم ويثرثرون بلا تحفظ أو رسميات، ويمارسون أمامهم عاداتهم اليومية الصغيرة بلا خجل أو خفاء.
ومن الخفاء وربما الخجل تنبع اليوم أكثر مشاكل ومعاناة الناس، وهي بعض أسباب عدم ثقة البشر في بعضهم البعض ومن أسباب صعوبة التقائهم واندماجهم وعزلتهم أيضاً.
ولعل هذا الخجل وإخفاء العيوب والأهم تعمد عدم إظهار المشاعر الإنسانية تقف اليوم عوائق كبيرة أمام أن يجد البشر أصدقاءهم الحقيقيين ورفقاء حياتهم وشركاءهم في الدنيا والعمر.
وبسبب العوائق الكثيرة التي يخلقها البشر بأنفسهم لأنفسهم يتسرب إلى الناس الكثير من اليأس من غيرهم ويغلفون علاقتهم بالنفاق والمجاملات والعلاقات العابرة والأهم يفضلون أن يعيشوا في عزلة اجتماعية.
وإذا كانت العزلة يختارها الإنسان بيده فإن الرفقة والبحث عن أحبة صارت في دنيا اليوم مهمة شاقة، مطلوب من الإنسان رجل كان أو امرأة أن يبحث وينقب عنها في كل مكان وفي أي وقت.
فلم يعد الحصول على صديق أو حبيب شيئاً عابراً في الدنيا كما في السنوات الماضية ببساطتها. فبرغم سهولة الالتقاء بالبشر الآن ورؤيتهم صارت صعوبة الدخول في أعماقهم وقلوبهم وطبعاً الحصول على النصف الآخر للإنسان، من أشق المهام اليوم.الدنيا تعقدت وازدادت صعوبة، وذهبت أيام البساطة والتلقائية إلى غير رجعة، وجاءت الأيام التي نستطيع الحصول على أغلى المقتنيات وأضخمها وأصعبها لكننا نعجز عن أن نحصل على صديق طيب يصغي لهمومنا ويفتح قلبه لنا بدون خوف أو قلق.
الأيام البحرينية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *