[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. ديانا النمري [/COLOR][/ALIGN]

منذ أن سُطرت أبجديات الحياة وفي مراحل تكوينها الأولى ابتدأت بالتشكل عند البعض ميول وبوادر لاستخدام العنف كلغة بديلة في مجال تعاملاتهم اليومية، ذاك العنف باسمه المؤلم هو نفسه الذي عانت منه البشرية جيلا بعد جيل وصولاً الى يومنا هذا.
فالإنسان السوي السليم يحارب وينفر بطبعه من العنف لأنه يخالف فطرته، فنراه لا يحتمل الغلظة والخشونة والقوة غير المشروعة المقرونة بالعنف.
العنف بشتى أشكاله سواء كان لفظيا او نفسيا او جسديا، او حتى متخذا احد أشكاله المستترة عن طريق التحقير والسخرية…او السيطرة النفسية التي تأتي على شكل الحماية المبالغ فيها هو امر مرفوض لدى كل المجتمعات.
فقد أثبتت الدراسات النفسية الحديثة بأن العنف هو>>سلوك مكتسب يمكن التحكم فيه وتوجيهه بالشكل الصحيح وأنه ليس بالصفة الوراثية>> فتلك العواصف الداخلية الغاضبة التي تعصف داخل صدور بعض المرضى يمكن العمل على توجيهها والسيطرة عليها؛ عن طريق انشاء مراكز مختصة لإعادة تأهيلهم بأساليب علمية حديثة على يد أخصائيين أكفاء ومدربين في هذا المجال.
ولأن <>اللاعنف>> هو ثقافة تربى وتدرس للأطفال منذ الصغر وجب علينا جميعا المساهمة في إخراج جيل مؤسس تأسيسا سليما على ثقافة اللاعنف؛ سواء أكان داخل المنزل بتركيز الأهل على أبنائهم بأهمية استخدام لغة الحوار كأسلوب حياة للتفاهم بين أفراد الأسرة أو بتركيزهم على استخدامه في تعاملاتهم الحياتية مع الآخرين.
ولوزارة التربية والتعيلم دور اساسي وهام في اعلاء راية ثقافة <>اللاعنف>> في المدارس، وذلك بالتركيز على الكتب التعليمية والقصص المدرسية التي تقوم على اعتماد الجهود السلمية كمنهج وطريقة مثلى لحل المشاكل والخلافات.
كما ويلعب الإعلام دورا بارزا في هذه القضية الحيوية الحساسة عن طريق منع بث أي مواد إعلامية أو أفلام موجهة للأطفال قد تحتوي على أي مشهد من مشاهد العنف؛ لأنه يؤدي عند الصغار في كثير من الأحيان الى اكتسابهم وتقليدهم لذاك السلوك العنيف في مجال تعاملاتهم اليومية؛ واصلين بذلك إلى المرحلة الإنسانية الأخطر الا وهي سقوط الموانع النفسية الداخلية تجاه رفض العنف كمبدأ في حياتهم.
دوما تبقى <>الوقاية خير من العلاج>>… فالتعامل والخلق الطيب كما النبتة الحسنة ثمرها طيب وطلعها حسن.
الرأي الأردنية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *