هل يملك النهر تغييرا لمجراه ..؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فهد بن محمد علي الغزاوي[/COLOR][/ALIGN]

شباب اليوم لا يعرف ماضيه للأسف الشديد فضلاً عن حقيقة حاضره ومستقبله.ولازلت أؤمن بدور الجهاز الثقافي الإعلامي وقدرته على تشكيل دور الفرد الوطني المستمد من عراقة تاريخ أرضنا وموروثاتنا الدينية والطبيعية المتمثلة في المقدسات الإسلامية وما فرضته علينا هذه المقدسات من القيام بأعمال ومهن وسلوك قيادي مهني ديني يحفظ تنمية هذه الموارد الدينية وتفعيلها وتعميق وتحسين مفهومها في نفوس الناشئة. ولكن ما حصل هو غير ذلك للأسف الشديد ومناهجنا العلمية خلت من هذا جملة وتفصيلاً .. ومما يزيد الطين بلة أن بعض شبابنا في الوضع الراهن أشبه بمن يعمل في غير بلاده بغية الكسب المادي والعيش في أمان وسلام. فالقصد من تعاقده هو العيش داخل منظومة من القوانين المرعية في هذا أو ذاك المجتمع ثم انتهاء فترة العقد والعودة لبلاده وترك هذه البلاد بخيرها وشرها لأهلها. ومن شبابنا من يعيش اليوم خارج إطار معنى الغيرة أو الحماسة أو الاعتزاز الوطني فالشعور الوطني مصاب لديهم بانفصام . فهم لا يعرفون معنى الثروة الوطنية ولا يدركون المحافظة عليها أو تنميتها فتبددت ثرواتنا الطبيعية والبيئية والثقافية؟ وضاع الكثير من المخطوطات وأمهات الكتب نتيجة الجهل بما تحمله أو انتقالها من جيل لآخر لا يحسن التذوق الفكري والثقافي لما تتضمنه تلك الأسفار اللغوية والأدبية. ومنها ما يحمل صفة العلوم الفلكية والطبيعية فانقطعت الصلة بين الماضي والحاضر كما اندثرت جهود وأفكار وإبداعات من سبقونا إلى الحضارة والفكر!
وأصبحنا نبحث عنها ولم نجدها ونسمع أنها انتقلت من بلادنا إلى أقطار أخرى عبر بيعها في الأسواق السوداء (الحراج) بأبخس الأسعار، بهذا المعنى فقدت أجيالنا هويتها؟ وأضاعت ثرواتها وأدوارها في كافة المجالات حتى أصبحنا لا نرى في الكثير من مثقفينا اليوم من يحسن حتى الألعاب الشعبية التي تميزت بها كل منطقة من مناطق مملكتنا. بينما نجد صراعات بين المثقفين في أيهما أقدر للوصول إلى منصب رئيس النادي!.
في الحقيقة أننا لم نجد دوراً فاعلاً لهذه الأندية الثقافية رغم أننا حاولنا جاهدين منذ نشأتها التركيز على الشباب ودوره وثقل مواهبه إلا أننا للأسف لم نجد دوراً فاعلاً للشباب وظلت هذه الأندية الثقافية مجالاً للصراعات فتغيب الشباب عن المشاركة والمساهمة في هذه الأندية وظل حاضروها ومؤسسوها ورؤساؤها والباحثون عن الفرص لاستعلاء مناصبها. نحن سوف ندفع الثمن غالياً ومكلفاً في القريب العاجل وبدوري أسأل هذه الأندية ممثلة في حاضريها ومثقفيها من أصدر منهم مؤلفاً فاعلاً يحكي قصة تطور مهنة الطوافة عبر عشرين عاماً من الزمان ؟ وما سوف يكون عليه وضع المدينتين المقدستين في خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة لو استحسن تخطيطها واستثمارها وتوسيع إعمارها حتى تستوعب أعداداً كبيرة من الوافدين للحج والعمرة.
الأجدر بنا أن نحيد عن البحث لتلك المناصب وخاصة من قبل أولئك الذين وصلوا مثلي لسن التقاعد النظامي. أما ما يحصل في كثير من المجالس من تكليفات يراد بها أو من خلالها التكريم أو التشريف لأشخاص معينين فالأفضل أن نتركها لأبنائنا الشباب ونسعى جاهدين للوقوف بجانبهم وتقييم أدائهم وتوجيههم حتى نطمئن على حسن أدائهم لأنهم هم الوارث منا، فهل يملك النهر تغييراً لمجراه؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *