[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عمار السواد[/COLOR][/ALIGN]

استهلك اصحاب الشعارات، وذوو الطلات البهية، والثوريون الكبار، والواعدون ببلد سعيد، شعبا عاش طيلة حياته راكضاً وراء الشعارات ومتأثرا بأصحاب المهابة، وباحثا عن ثورات تخلصه من ماض أليم وتعده برفاهية واستقلال وسعادة بقي يحلم بها ولم يحقق منها شيئا.. مرت عقود طويلة وهذا الشعب يعيش الوعود، الوعود نفسها، حتى قال الجواهري مخاطبا اياه (نامي جياع الشعب نامي….. نامي على زبد الوعود يداف في عسل الكلام)، وعندما ذهب نظام صدام، قلنا وقال الكثيرون ان عصرا جديدا قد بدأ، وان عقود خضوع الشعب ولت بلا رجعة، وان المجتمع الذي كان آخر من يعلم، سيكون هو صاحب القرار.. ومرت انتخابات واخرى مثلها، وقلنا حينها ان خيارات الناس موجهة بحسب تلك الظروف، وانتخب من انتخب.. وانتهت تلك الحقبة، وخف وهج الطائفية، وظهرت صحوة الانبار لتضرب القاعدة وما لف حولها، واجتازت الحكومة عقبة الطائفية التي اتهمت بها سابقا، وتصدت للجماعات المسلحة، وبات الامن متوفرا اكثر من السابق، وما عادت عصابات القتل قادرة على القتل بنفس المستوى الذي مارسته في السابق، وما عادت السيارات المفخخة بنفس القوة التي كانت عليها. امام كل هذه التحولات والفروق الكبيرة بين مرحلة الانتخابات السابقة والانتخابات الحالية بات الخيار متروكا بالكامل للناس، الناس الذين يتكون منهم الشعب الذي نتغنى به جميعا ونصفق لتاريخه المجيد، ونعتقد، جازمين، بانه شعب المفاجآت الحلوة.. فاغلب الامور التي حالت دون تمييزه بين الاشياء والاشخاص لم تعد موجودة، والصور باتت اكثر وضوحا، وامامه اختبار ليثبت انه فعلا شعب المفاجآت الجميلة، وانه يحمل وعيا يؤهله لأن يبني دولة مدنية بأسس حديثة تطوي عقود الظلم والاستهتار والاستبداد والفقر….
عن الصباح العراقية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *