في هتاف الحنان: أجيء مثل الهالة التي تحفل بالنور والألق

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبدالوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]

كلما تفاقمت الوحدة في حياة الإنسان.. وازداد يتمه.. وسمقت عذاباته.. تواصل رحيله الى كل الأمكنة والأزمنة بحثاً عن لحظة – الحنان – ليطفئ النار المندلعة في صدره من الجفاف والتيبس.
ولا شيء ابداً مثل – الحنان – يشعله بالرضا.. والهدوء.. والشعور بالسعادة.
فما هذا – الحنان – الذي يفعل كل هذا.. وكيف يمكن – للحنان – أن يقودنا الى مدن الابتهاج والاستقرار والراحة..
وحتى نجيب عن هذه التساؤلات استضفنا – الحنان – في هذا اللقاء.
* قلت: من انت أيها الحنان؟!
** قال: انا هذا الضوء الذي لا ينطفئ.. أنا هذا الحضور الذي لا يتوارى وأنا هذا الشعور الطاغي الذي لا يمكن للانسان أن يتفاداه ابدا.
* قلت: لكن كيف.. كيف تصبح اللحظة الأكثر تأثيرا في الإنسان؟!
** قال: يتعب الإنسان.. ويتألم.. ويتوتر.. يشتعل أحيانا فيصبح قطعة من نار.. وفي الحب عادة ما يواجه الانسان هذه اللحظات.. وعندها اجيء أنا.. مثل الهالة التي تحفل بالنور.. والألق.. أصبح اللحظة الحاسمة التي ينسى معها الانسان متاعبه.. وآلامه.. وجراحاته.. انه يشعر معي بالأمان من هجير الحرمان.
* قلت: ومن أين تأتي أيها الحنان؟!
** قال: من الحب الصادق فالذي يحب لا بد أن يحفل – بالحنان -.. القسوة دائما هي شعور الإنسان المخادع.. أو الكاره.. أو الذي يضيق بالأشياء فلا يحب شيئاً.
* قلت: وحين تأتي.. كيف تعود للتواري والغياب؟!
** قال: لحظة الحنان في حياة الانسان غالية.. وجميلة.. ومثيرة.. فيها يشعر الانسان بابتهاج الحب.. وبروعة الاحساس الدافئ.. وفي كل ازمنة الحب أنا موجود.. وحاضر.. ولا أغيب الا اذا انتهى الحب فاني أهرب ولا أجيء ابداً.
* قلت: ابداً؟!
** قال: ابداً.. لأني لا أقبل بالحضور الجزئي.. أنا أكون.. أو لا أكون!!
* قلت: لكنك لا شك رائع..
* قلت: ابداً؟!
** قال: ابداً.. لأني لا أقبل بالحضور الجزئي.. أنا أكون.. أو لا أكون!!
* قلت: لكنك لا شك رائع.. وشهي أيها الحنان.. أنت اللحظة المثيرة في حياة المحبين؟!
** قال: صحيح.. لانني أعطى في زمن الانتظار.. والجفاف.. والظنون.. فأهبط في نفس الانسان مثل الاشراقة الرائعة للفجر بعد عتمة الليل.
* قلت: وماذا تطلب من الانسان أيها الحنان؟!
* قال: أن يعرف قيمتي فلا يعود الى القسوة والجفاف ليفقدني.
* قلت: لكن الحب دائما فيه الرضا.. والغضب.. فيه الوصال والخصام.. فيه الحلو والمر ..؟!
** قال: بالطبع.. وأنا نفسي أزكي هذه اللحظات.. لأنه لولا الخصام ما عرف المحبون قيمة الرضا.. ولولا الجفاف ما عرفوا قيمة الدواء والعطاء.
انني في مثل هذه المواقف العابرة لا أهرب.. قد أتوارى قليلا لكني لا أغيب
* قلت: انك تداوي كل الجراحات.. تملؤنا بالنسيان.. وتجعلنا القادرين على الاستسلام في لحظة الرضا!!
** قال: نعم.. ولهذا أحب كل الناس – الحنان – وجعلوه الرفيق الذي يلهمهم قصائد الشعر.. وحبات المطر.. وأريج العطر..
* قلت: وماذا تحب؟!
** قال: الرحابة.. والشعور بالرضا.
* قلت: وماذا تكره؟!
** قال: القسوة.. واليأس.
* قلت: وماذا تقول في لحظة الرضا؟!
** قال: أما الحب يا عيني عليه!!
* قلت: وحين تودعك؟!
** قال: الى اللقاء.. فـ \” مسير الحي يتلاقى \” .. ومَصِير المحب ان يشعر بالحنان ولو طال الزمن!!
كلام متعوب عليه
ظللتِ ابداً هذا الشروق الذي يملأ نبضي فاستقبل نهارك المتصاعد في داخلي..
انتِ هذا الفجر الذي يبدد عتمة هواجسي فاطلع في ابتسامتكِ الفيء الذي يستريح في ظله الزمان!!
لم يكن حضوركِ في زمني عبثاً.. ولم ادخل حياتكِ لهواً.. صار توحدنا هو الأعظم في هذه الدنيا.
كتبت اسمكِ على أكمام الزهور فأغرقتني بالعطر.. وكتبته على كف القمر فانفجر بركان حسنكِ يدلني عليكِ وحدكِ
من أجلكِ لكزت مشواري ليكون أرحب.. ظللتِ الاختيال الأكبر لأمنياتي الملتفة بعباءة هتافي الدائم لكِ!!
أشعلت قناديلي من بهائكِ.. وأسرجت ضفاف النفس بهذا الدلال المعتق الذي يجعلكِ الأمس.. واليوم.. والغد..
مداري الوحيد عينيكِ.. منذ أن حلقت في أجوائها.. وأنا المأمور الذي لا يريد فكاكاً!!
كلما أقبلتِ.. شعرت بأن عمري يتجرد وبأن الحياة تركض نحوي.. فأملأ صدري بالعصافير والفراشات حتى لا تخافي من الوحدة وانتِ لا تخافين من الوحدة وأنتِ في قلبيِ!!
تعالي نتفق.. أنتِ وحدكِ في قلبي.. وأنا وحدي في قلبكِ.. فلماذا لا نعيش بقلب واحد حتى نظل معا طوال العمر يا عمري؟!
هتاف
احمليني الى حيث تريدين.. الى شاطئ مهجور.. او الى ارض عطشى.. فأنا بحبي اظل قادرا على الشموخ والاثمار.. أينما كنت!!
كلام حلو
ليس هناك أجل من لحظة ننتظر فيها اللحظة التالية!!
غشقة
كلما توسدنا ساعد الحنين.. كما عدنا الى الماضي لنتذكر كيف كانت البدايات!!
اتكاءة
اذا طلعت الشمس.. طالعت وجهكِ الأبهى والأحلى.. أنتِ دائما هذه الاشراقة الرائعة.
في الصميم
بين كل الدروب.. درب واحد.. لا املك الا ان اسلكه.. هو ذلك الذي يفضي الى نفسي!!
ودارت الأيام
منذ أن بدأنا.. وحتى انتهينا.. حكاية طويلة بعمر هذا الشوق بيننا.. وبعمر التوحد الذي ادامنا.. واسعدنا.
كنتِ وحدكِ.. وكنت انا وحدي.. اقتسمنا الوحدة.. واليتم..والفراغ.. والانتظارات.. وأعلنَّا توحدنا لنكتب احلى ملحمة حب.
ودارت الأيام.. افترقنا.. رغم كل الذي في القلب ولم يزل.. وابتعدنا رغم كل الذي في المهجة والاعماق..
وانغرس هذا الرمح في جسد الهناءة.. فتحولت الى ذكريات نبلل بها عطشنا.. وشعورنا بالانشطار!!
الفراق.. ليس بالضرورة ان يكون نهاية التوحد.. او نهاية الحب.. او نهاية الشعور المزدهي بالابتهاج.
الفراق تأتي به الايام المريرة.. ليكون حدا فاصلا بيننا وبين كل الاشياء الحلوة لكنه ليس النهاية.. لا.. ليس النهاية ابدا..
وصار السهر كله نهارًا !!

في ذمتك
ما صاحت اذنك
ما رفت العين اليسار
ما هيضك صوت الكنار
ما ذكرك وليس اللي صار
عقبك انا ضاعت سواليفي
كثرت هواجيسي
وصار السهر كله نهار
في ذمتك
ما اشتقت لي..
ما اشتقت للتكوة على جال الغدير
ما اشتقت للبر.. للطعس الحرير
ما اشتقت للسهرة على فيء القمر
ما اشتقت لليل القصير
ليلى أنا وانت
ليل الهوى والعاشقين
في ذمتك
ما جا على بالك تجي
ونكمل المشوار
في ليل الهوى الصاحي
ونسهر مع السمار
وعقبك انا ضاعت سواليفي
كثرت هواجيسي
وصار السهر كله نهار..!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *