[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أسامة بن حمزة بن عجلان الحازمي [/COLOR][/ALIGN]

كان التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم على نوعين توسل بالذات وتوسل بالدعاء فأما التوسل بالذات فيتضح بالدليل الصحيح الوارد في المستدرك وأحمد وغيرهما وصححه كثير من علماء الحديث السابقين واللاحقين وهذه بعض الألفاظ التي ورد بها ( أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني دعاء أدعو به يرد الله علي بصري فقال له قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي اللهم شفعه في وشفعني في نفسي فدعا بهذا الدعاء فقام وقد أبصر ) وهذا لفظ آخر للحديث ( أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يعافني فقال إن شئت أخرت ذلك وهو خير وإن شئت دعوت قال فادعه قال فأمره أن يتوضأ فيحسن ركعتين ويدعو بهذا الدعاء فيقول اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في وشفعني فيه ) وفي لفظ آخر أيضا رواه عثمان بن حنيف قال ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي لي عن بصري اللهم شفعه في وشفعني في نفسي ، فو الله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر ) . ويتجلى التوسل بالذات المحمدية صلى الله عليه وسلم في القول \” اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك \” .
وأما عن التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم فيتضح من الحديث الوارد في صحيح البخاري وغيره ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون ) ويوضح الحديث التالي أن المقصود في الحديث السابق أن الاستسقاء بالدعاء هو المقصود وليس المقصود منع التوسل بالذات المحمدية صلى الله عليه وسلم كما فهم البعض ونص الحديث وهو وارد في البخاري عن عبد الله بن زيد ( أن النبي خرج إلى المصلى ، فاستسقى ، فاستقبل القبلة ، وقلب رداءه ، وصلى ركعتين ) وأيضا يتضح الاستسقاء بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الواردة في أبواب الاستسقاء التي أوردها البخاري ومسلم وغيرهما وهو دعاءه باللهم اسقنا واللهم أغثنا وكان يكررها في الاستسقاء .
والتوسل بالدعاء مفهومه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو والمسلمين يؤمنوا على دعائه ولهذا طلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه من العباس رضي الله عنه الدعاء وهو ما اعتبره توسل ، خاصة أن العباس لم يكن إماما للمسلمين ولا يصلي بهم ومن الحديث يفهم أنهم كانوا يقدموه في صلاة الاستسقاء والدعاء بالاستسقاء وهم يؤمنوا على دعائه رضي الله عنه وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرا من أحد سواه

[email protected]
11750ص,ب جدة 21463
فاكس 6286871

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *