خطاب المليك .. خارطة طريق مستقبلية!!

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] فهد بن محمد علي الغزاوي[/COLOR][/ALIGN]

أكبرت نفسي في شخصك يا مليكي فقلت: يا ملكا: جلالك في عيني ووصفك في فمي وحبك في قلبي قد تمكن. أشعت الحب والتسامح حولك. فنلت رضاء الله في أرضه. ملكت فكان العفو منك سجيّة. أشاع للعالمين دروب الحق والنصر. فدم يا مليكي للعلا ما دام في الدهر منصفاً عاقلاً يسجل للتاريخ فوق بياضي.. ولقد وجدتك بالسماحة معطياً وللخير سباق وللقوم ناصح.
هكذا يرفع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله هامات العرب والمسلمين في قمة الكويت ويعيد للحاضرين منهم والغائبين الثقة بالنفس والأمل والعزم بالله والتوكل بالتعاون والإنجاز.
في هذا الخطاب استطاع خادم الحرمين الشريفين أن يعيد للعالم العربي والإسلامي المكلوم القوة والتوحد والصبر والأمل القريب. أعتبر خطاب المليك هو البلسم لجراح العالم العربي والإسلامي. الكثير والعديد من الصحفيين والإعلاميين اعتبروا خطاب المليك اختراقاً للسلام ودعوى لفتح المجال أمام الإصلاح وإعادة العلاقات العربية العربية والعربية الفلسطينية، وجدنا في خطاب المليك حفظه الله نبرة الألم والحزن على ما وصل إليه حال مجتمعنا الإسلامي واضحة في صوت العاهل السعودي فتأثُر الملك عبدالله رعاه الله بالانقسام والانشقاق والتناحر بين القيادات العربية والوحدة الفلسطينية جعله يُقدم على ما مواصلة جهوده لإعادة وحدة الصف العربي وكيانه فكانت كلمة خادم الحرمين الشريفين بمثابة البلسم لجراح تنزف وقلوباً تُدمى.. كان خطاب المليك برداً وسلاماً على الشارع العربي والإسلامي بعد الإحباط واليأس الذي مزقه ألماً وحزناً على شهداء غزة. نحن كسعوديين لا نستغرب هذا الموقف الحاني والحازم في نفس الوقت والجامع لكلمة الأمة الإسلامية من قبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز سلمه الله. فنحن كشعب نعرف من هو عبدالله بن عبدالعزيز وما هي صفاته وأخلاقه وما هي عاطفته الإنسانية.. فمعدن المليك عبدالله بن عبدالعزيز هو معدن ثمين تميز بالصفاء والنقاء والصراحة والتسامح.هذا الخطاب غيَّر الكثير من حدة نبرات التخاطب في المؤتمر وخفف عن كاهل القادة الإنقسام وأعاد للحاضرين والمتابعين لذلك المؤتمر الشعور بالارتياح والانتماء والوحدة والنصر.
ليس بغريب أن تأتي هذه العقلانية والحكمة والطيبة والرغبة في الإجماع من أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي والرسالة.
لقد كنت كبيراً أيها المليك كعادتك بين أبنائك وإخوانك في بلادك.. ولكنك اليوم برهنت لمن لا يعرفك بأنك القائد الملهم وجامع شتات الأمة.
هنيئاً لك يا خادم الأمة العربية والإسلامية. فتحت قلبك قبل جيبك فكنت القائد والرائد الباني لوحدة شعوب الأرض.
وضع خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز القادة العرب والمسلمين أمام قضاياهم ومسؤولياتهم. وطالبهم بوحدة الرؤيا والعمل الدؤوب المشترك لمستقبل القضية الفلسطينية وبالفعل استطاع مؤتمر القمة بالكويت أن يستحوذ بصورة كاملة القضية الفلسطينية ويعطيها الوقت والجهد والقدر الكافي من الاهتمام إيماناً منهم وشعوراً بأهمية القضية الفلسطينية الإسلامية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *