نود لك سلامتك
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي [/COLOR][/ALIGN]
لم أكن أتوقع أن يجد موضوعي السابق اهتماما واسعا وذلك عندما تطرقت في ذلك الموضوع لشركات التأمين الصحي وقصورها رغم أني كتبت عنها من الحواف ولم أصل إلى الأعماق وقد وردتني عدة رسائل من مواطنين ينتقدون أداءها ودورها في الرعاية الصحية المفقودة حيث تتعامل مع مستوصفات رديئة المستوى وكما شبهها أحد المواطنين بمحلات الخردوات (كل شيء بعشرة ) ومع هذا فرسومها السنوية باهظة التكاليف كما أن خدماتها لا تشمل إلا الموظف المؤمن وزوجته وأبناءه أما الوالدان فهما في لوائحها عبارة عن قطعة استهلاكية انتهى عمرها الافتراضي و ما عليها إلا الموت ببطء وهدوء على فراشها لأنها عالة على النمط الاستهلاكي وليست ذات قيمة أو فائدة متناسية أننا نعيش في دولة التوحيد والتي بكل فخر دستورها الخالد القرآن الكريم الذي أوصى بالوالدين إحسانا.فقبل عدة أيام نعت \”جدة\” سيدة فاضلة فتك بها المرض الخبيث بعد أن عجز أبناؤها عن علاجها في المستشفيات الخاصة فظلت عاما كاملا تعاني من هذا المرض الفتاك الذي زحف على مراكز الدماغ ببطء فأفقدها النظر تدريجيا ثم فقدت السمع والنطق والحركة فذهبت روحها إلى بارئها تشتكي إلى أحكم الحاكمين إهمال هذه الشركات لها ولأمثالها لأنها باختصار لا يشملها التأمين الصحي مع أبنائها ولأن شركات التأمين الصحي أرادت ذلك بعد إرادة الله.
إنني أدعو إلى نظام التأمين الصحي التضامني و التكافلي و الذي يقوم في أساسه على مبدأ الراتب نسبة وتناسبا، فيأخذ نسبة من دخل الموظف،فالموظف صاحب الدخل الأعلى يغطي صاحب الدخل الأقل وبهذا تكون عملية التأمين عملية متكاملة متوازنة تشمل كافة أفراد الأسرة وأولهم الوالدان لأنهم الأحق بالرعاية والاهتمام ومن سلبيات شركات التأمين القائمة الآن بنظامها الحالي الانتقائية في نوعية أفراد الأسرة الذين تشملهم الرعاية الصحية والانتقائية أيضا في الأمراض المشمولة بالرعاية فأمراض العيون و تصحيح النظر وأمراض الأسنان والأمراض الجلدية تعتبر في عرف هذه الشركات أمراضا تجميلية وترفا لا ضرورة له .
إن الهاجس الصحي للفرد يمثل اهتماما كبيرا يوازي اهتمامه بمعيشة أفراد أسرته ودراستهم وسكنهم وإذا أردت أن تقيس مستوى تقدم أي أمة انظر إلى هذه المقومات الأربع فإذا نظرنا إلى دولة مثل جمهورية مصر العربية الشقيقة وهي الأقل منا مواردا و الأكثر سكانا، نجد أنها قد قطعت شوطا كبيرا في عملية التأمين الصحي قارب نسبة المئة في المئة كما أن لديهم نظاما تأمينيا صحيا ليس له مثيل لدينا وهو التأمين الصحي الطارئ أثناء الأزمات الصحية والطوارئ و بتكلفة زهيدة فهل يطبق مثل هذا النظام لدينا؟
سؤال أوجه إلى الجهات صاحبة الاختصاص مع ما سبق من ملاحظات في سياق مقالاتي و اخص بالذكر مجلس الشورى الموقر للدراسة و التمعن.
قال تعالى : \”رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه\”….. الآية.
التصنيف: