[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عدنان بن عبدالله صالح فقيها[/COLOR][/ALIGN]

* همسة جديدة كل عام والجميع بخير بعد ان من الله على المسلمين بأداء فريضة الحج لهذا العام المميز في كل شيء تميز بالنجاح الشامل وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم ما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية من جهود جبارة من اجل خدمة الحجيج وتسهيل اداء نسكهم وتوفير كل ما يحتاجونه لقضاء الفريضة والعودة الى بلادهم سالمين امنين تلهج السنتهم بالدعاء لخادم البيتين ورجالاته وشعبه على كل ما وجدوه من حفاوة وتكريم وخدمة كعادة السعوديين على مدى السنين الماضية واللاحقة باذن الله.
* همسة وفاء وشكر مجموعات الخدمة الميدانية لمؤسسات الطوافة والتي تقوم بخدمة حجاج بيت الله الحرام بكل هدوء وبلا هالة اعلامية تتحدث عنهم وهم بمثابة الجندي المجهول يقومون بكل شيء من اجل خدمة وراحة الحجيج فهم مجموعة من المطوفين ابناء هذا البلد الكريم الوفي وقد وضعوا نصب اعينهم خدمة الحاج ونيل شرف رضاء الله ورضائه بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لا يبحثون عن شكر الا من الله سبحانه وتعالى ولا يهتمون بعبارات الشكر والمديح والاطراء التي تذهب لغيرهم ولا يهمهم تناسي ان خدمة الحجاج تتم عبر جهود هذه المجموعات الذين يقومون بكل شيء فينقلون حجاجهم البالغين بضعة آلاف لكل مجموعة من مكة المكرمة الى منى \”تروية\” ثم الى عرفات ثم الى منى ثم الى مكة المكرمة ثم الى المدينة المنورة او الى جدة للعودة الى بلادهم عبر تنظيمات ميدانية لا يتقنها الا العاملين في مجموعات الخدمات والذين يكفيهم الاجر من الله ودعاء الحجاج لهم وهذا لا يمنع ان نشكرهم وندعو لهم ونبرز جهودهم عبر الصحافة فهم من يستحقون عبارات المديح التي تذهب للمشرفين عليهم بعد تخطيها لهم.
* همسة من الماضي ما اجملها الامثال الشعبية والتي في مجملها نتاج تجارب وخبرات ومواقف انسانية عى مرّ السنين تنبع من تراث كل مجتمع نعبر عن نماذج مختلفة تعيش فيه لها تصرفاتها ونهجها وعاداتها وتقاليدها فتختصر بعض المواقف في كلمات معدودة بسيطة الكلمات عميقة المدلول والمعنى يتلفظ بها في بعض الاحيان من لايقصد المعنى الظاهري لها ولكنها تذهب مثلاً تتناقله الاجيال بالمعنى المقصود. وهناك بعض الامثال التي تدعو الى التخاذل والتهاون والتراجع وبالرغم من ذلك تجد الغالبية يرددها ويستفيض بالتعبير عن مضمونها. ومن هذه الامثال (دارهم ما دمت في دارهم) سبحان الله دعوة على عدم الاعتراض والتهاون الشامل لكل شيء فلم يحدد المثل متى تتم المداراة وجعلها بصفة عامة لكل امر ما دمت عندهم وفي ضيافتهم وفي ساحتهم وتحت سلطتهم وهنا يدعوك الى السكوت المطبق على اي شيء تراه او اي قول تسمعه فلا تعترض ولاتناقش حتى لا يغضبون منك. قد يكون هناك بعض الامور التي يمكن السكوت عليها حيث انها ليس لها اي تأثير ضار ولا اي مخالفة شرعية او نظامية وهي من باب المجاملات التي لا تضر انسانا ولا جمادا ولا حالا او وضعا.
اما اذا كان الوضع مما يؤثر على المكان فيسبب الضرر لاصحابه او المحيطين به او الذين لهم علاقة مباشرة او غير مباشرة به فعندعا لا يجب ان تداريهم حتى ولو كنت في دارهم والامثلة على ذلك كثيرة ومتعددة:
1- هذا الموظف الذي اطلع وبطريق الصدفة على بعض المخالفات والتجاوزات في العمل وبموافقة رؤسائه فطلب منه ضميره ان يبلغ رؤساءه عن هذه المخالفات التي اكتشفها ليعرفوا ان لديهم موظفا امينا تهمه مصلحة العمل فيخبر زميله بما اكتشف وما نوى فعله فيقول له زميله (دارهم ما دمت في دارهم) (يا سيدي مالك ومال انت راح تروح في الرجلين وما احد ينفعك).
2 – قد يصادفك منظر لا تسر له العين خلال مراجعتك لاحدى الادارات وقد تجمع بعض منسوبيها اثناء الصلاة وقد اخذوا جانبا يتحدثون ولا يصلّون وعندما تهم بنصحهم يتبادر الى ذهنك (دارهم..) فتمضي مسرعاً لا تلوي على شيء.
3 – التسلط الذي يمارسه بعض اصحاب المؤسسات الخاصة او التي يشرفون على اداراتها على الموظفين الذين يهابونهم من اجل لقمة العيش فلا يعترضون على اي شيء ولو رأوا اي مخالفة لا يحدثون حتى انفسهم بها خوفا من ان يصل امرهم الى الرئيس فيقوم بقمعهم جراء ما سولت لهم انفسهم فيتمتم واحدهم في سره (دارهم ما دمت…).
4 – الجبروت والقسوة في معاملة العامل او الموظف الضعيف الذي يمارس ضده من رئيسه في العمل فيقوم بصفعة او البصق على وجهه فيطأطئ رأسه ودمعته على خده من القهر واحساسه بالذل والمهانة وعدم القدرة على الرد او الشكوى حتى لا يتعرض للفصل وفي رأيه لن ينصفه احد فيمسح دموعه ويردد (دارهم ما دمت..).
5 – واخيرا وليس آخرا الرئيس المتجبر والذي استغل الكم الهائل من الوجهاء واصحاب المراكز من معارفه والذي يعرف الجميع انه سيستغل هذه المعرفة في قمع من يعارضه او يتجرأ على التحدث عن اي مخالفة يقوم بها فتجد جميع موظفيه وخاصة من قد يكون مرّ بتجربة معه وقام بقرص اذنه بعلم الجميع تجدهم جميعا وبدون صوت يقولون (دراهم ما دمت في دراهم).
انها دعوة الى الجميع رئيسا ومرؤسا عاملا وصاحب عمل للجميع فلنتق الله في كل شيء فلا نظلم ولا نظلم ولنحاسب انفسنا في كل ما نفعل ونقول حتى لا نسيء للآخرين فيكون الضرر فنندم حين لا ينفع الندم وقت الحساب الكبير الاّ من أتى الله بقلب سليم.
جوال: 05000093700
ص.ب: 9708
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *