رائد الحـــــــــــوار الحضاري

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سمير علي خيري[/COLOR][/ALIGN]

يظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أحد الزعماء المميزين في عصرنا الحاضر الذين حققوا انجازات فريدة لشعبهم وأمتهم وهذه الانجازات سيذكرها التاريخ ويسطرها بمداد من ذهب فهو صاحب المبادرات التي تدعو إلى السلام العالمي ونشره بين الشعوب أهمها مبادرته العالمية حوار الأديان والحضارات والتي وجدت صدى عالميّاً في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من قوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
ومما لا شك فيه أن دعوته حفظه الله لحوار الأديان دليل على حكمته وحنكته وفطنته وحصافته في زمن انتشرت فيه الحروب والقتل والصراعات بين الأديان السماوية فانتشر الفساد وسالت الدماء وكان ضحيتها الإنسان وعدنا لمرحلة الجاهلية الأولى في تقتيل النفس البشرية وانتهاك حرمتها وعدم احترام قيمتها الإنسانية التي جعلها الخالق لتكون خليفته في أرضه ليعمرها بالخير والسلام والوئام.
ومن هنا رأى بفكره النير ضرورة ترسيخ قيم التفاهم والتعاون وتكريس الاحترام المتبادل بين أمة الاسلام والأمم الأخرى من خلال الحوار الهادف البناء والقضاء على العداوة والبغضاء بين الشعوب بأديانها وحضاراتها المختلفة وتحويل صراع الأديان من منهجية العداوة إلى منهجية الحوار للوصول للتعايش السلمي بين الشعوب واحترام كل إنسان دينه ودين الغير.
والإسلام للأسف الشديد تعرض على مر العصور وما زال يتعرض للازدراء والتهكم عليه وعلى رسوله محمد عليه الصلاة والسلام من أعداء الدين واعتباره دينًا يدعو إلى القتل والإرهاب.
ومن هنا استمرت مسيرة حوار الأديان المباركة باهتمام شخصي من مليكنا المحبوب هذه المسيرة التي انطلقت من مكة المكرمة أشرف بقاع الأرض وأطهرها وواصلت المسيرة إلى مؤتمر مدريد باسبانيا لتنطلق إلى آفاق أكثر رحابة وتكريسها عالميّاً من خلال هيئة الأمم المتحدة التي لبت مسرعة لما يمثله خادم الحرمين الشريفين من مكانة مرموقة في العالم ليصل من خلالها مرحلة شرعية متقدمة في سياق تحضر الأمم والحفاظ على روح الحوار بين الأديان السماوية الثلاثة التي نزلت على بني البشر وهي الإسلام والمسيحية واليهودية.
فهذه المبادرة جعلت للحوار بعداً عالميّاً مهمّاً فهو الوسيلة الوحيدة للتعايش بين هذه الأديان وشعوبها بسلام ووئام تقوم على احترام كل منها لدين الآخر فقال تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) كما أن الاسلام دعا إلى مجادلة أهل الكتاب فقال تعالى : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل الينا وأنزل اليكم وإلهنا وإلهكم واحد).
ومن هنا نجد ديننا الحنيف يدعونا إلى محاورة أصحاب الأديان الآخرين ومناقشتهم ومجادلتهم وتوضيح محاسن هذا الدين الحنيف الذي جاء لإسعاد البشرية جمعاء وتوفير الحياة الكريمة للإنسان في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة.
وقد لاحظنا كيف وجدت دعوة خادم الحرمين الشريفين اهتماما كبيرا من العالم أجمع وترحيبا من زعماء دول وزعماء منظمات إسلامية يهودية ونصرانية مرحبة بهذه الدعوة والتي ستكون طريقاً للسلام العالمي وأخيراً جاء الترحيب بها من هيئة الأمم المتحدة لتكون ميثاق عمل وشرف بين الأمم والأديان ويقام بين أروقتها أكبر تجمع للأديان منذ تأسيسها ليظهر لنا مشروعاً عظيماً يحتوي على مبادئ ومواثيق وبنود تحمي هذه الأديان السماوية وأنبيائها من التهكم والسخرية ويحمي الإسلام بصفة خاصة من وصفه بأوصاف لا تليق به من أنه دين تخلف ورجعي وإرهابي وأن شعوبه أكثر شعوب الأرض تخلفا ورجعية ودموية.
فحوار الأديان سيكون له دور في قطع دابر الفتن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهو استراتيجية معاصرة للتعايش السلمي بين الشعوب.
وقد كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين في هذا المؤتمر أكثر من رائعة واستطاع من خلالها أن يضع النقاط على الحروف للعديد من المواضيع التي تهم البشرية جمعاء وهي:
1- يكون هذا الحوار فاتحة خير للإنسانية مؤكداً أن الإنسان ليس له إلا أخوة الإنسان مهما كان.
2- أن الأديان نقية وكلها منزلة من الرب عز وجل والرب حثنا على التآلف والتعاون وبراءة الأديان من هذه الأعمال التي هي من عمل الشيطان.
3- الأعمال السياسية دخلت في الأديان فشوشت عليها.
4- تسأل إلى متى تسفك الدماء ؟ ولماذا؟
5- نريد من العالم الحرص على الأسرة التي تجمع كلمة الأب والأم والأولاد.
6- لو اتجه العالم إلى السلام والعمل الإنساني لما شاهدنا الفقر والمرض.
حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين ووفقه لما فيه صالح الأمة العربية والاسلامية إنه سميع مجيب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *