[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]

صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أطلق قبل أيام مبادرة لإنشاء مكتبة عامة في كل حي في جدة، ومكتبة كبرى تليق بحجم عروس البحر الأحمر وأهميتها داعياً الجميع للمشاركة في تأسيس تلك المكتبات التي أكد سموه أنها ستكون منارات إشعاعية فاعلة في تشكيل مجتمعنا المعرفي، وقد خاطب سموه الجميع في القطاعين الحكومي والأهلي وخاصة رعاة الثقافة من الموسرين الذين يحرصون على الوفاء بمسؤوليتهم الاجتماعية وأرباب القرار والاختصاص في القطاعين .
إن هذه المبادرة المهمة في أهدافها وتوقيتها تحتاجها بالفعل مدينة جدة لتكون مشرعة أمام أبنائها وبناتها للنهل من روافد الثقافة والمعرفة، فكم تحتاج الأجيال إلى هذه الروافد مثلما يحتاج الوطن إلى عقول أبنائه الذين يحملون إبداعاً ورؤى ومعارف لا شك أن المكتبات هي المعين الأساسي والرافد الأول لمثل هذا البناء المعرفي لشبابنا، ومشروع مكتبة في كل حي يحتاج فعلاً إلى تحمل ذوي العلاقة بالبناء المادي والثقافي لقيام هذه الشرايين المعرفية .
فالتحدي الأبرز في عصر الفضائيات والفضاء المفتوح هو توسيع مصادر المعرفة من المجتمع نفسه ووفق روح العصر بتوفير تقنيات المعلوماتية، ومثل هذه المبادرة الطموحة والحيوية التي أطلقها سمو الأمير خالد لابد وأنها ستأخذ في الحسبان أفضل المعايير لإنشاء المكتبة العصرية في كل حي من أحياء جدة،هذه المدينة التي تحمل على أكتافها موروثاً عظيماً من التاريخ ودورها في الحركة الإنسانية والإشعاع والتواصل الحضاري عبر أزمان طويلة، مثلما تحمل طموحاً لحاضرها ومستقبلها
إن مشروع مكتبة في كل حي لابد وأن يتفاعل معه المعنيون وذوو الاهتمامات وكل من يهمه أن يجد أبناء هذه المدينة المشرقة مكتبة ومصادر معرفة نافعة وحقيقية، وهذا ليس بكثير على القادرين الموسرين أبناء جدة في كل حي، وهم ولله الحمد كثر، ولا هو ببعيد عن إمكانات المعنيين بالثقافة في القطاعين الحكومي والأهلي، فالمشكلة كانت في السبيل إلى مثل هذه الفكرة وكيف تبدأ، وهاهو صاحب الإرادة ورائد الفكر العربي الأمير خالد الفيصل يعلن مثل هذا المشروع الكبير، ولابد من التعاضد لسرعة إنجازه، وما يمنحنا الأمل أن سموه يمنح الفكر والثقافة قدراً عظيماً في أهدافه وخططه للمنطقة عامة ولمدينة جدة خاصة باعتبارها بوابة الحرمين الشريفين، وفي هذا يتطلع أبناء جدة إلى خطوات حقيقية قريباً تجاه بلورة هذه المبادرة الهامة من أجل مكتبة في كل حي .
لقد مضى من الزمن ما يكفي وزيادة، وكثير من الشباب حائرون وتوزعوا ما بين المقاهي والاستراحات إلى تزايد الإقبال على مقاهي الإنترنت التي أصبحت حسبما أسمع وأقرأ بوابة، مجلبة للمعلومات الخاطئة والفساد، وإذا ما توفرت مكتبة في كل حي وتوفرت فيها الإمكانات المعرفية فإن جدة تكون قد قطعت شوطاً كبيراً في إرساء أسس راسخة للتنشئة الثقافية وربط الأجيال بالمعرفة الصحيحة، ومن مصادر صحيحة وفي مناخ ثقافي صحي .
إن مراكز الأحياء والمجالس البلدية لابد وأن تتجه صوب هذه المبادرة وأن تتكاتف وتضع من الخطط ما يعزز دورها في تحقيق هذا المشروع الطموح الذي ظل حلماً لسنوات ولم يتجاوز ذلك حتى لو حبر على ورق، وهاهو سمو الأمير خالد يضع ثقافة جدة وهوية جدة الثقافية على الطريق والمسار الذي يليق بها وبتاريخها وبمستقبلها، فالمدن ليست مجرد أحياء وشوارع وطرق وحارات وبشر إنما هي في المقدمة مجتمع وثقافة يجب أن تثمر عقولاً وتبني فكراً وتقدم نماذج تغذي الساحة الثقافية وهي في النهاية رصيد حقيقي لبلادنا الغالية التي هي مهد الإسلام والحضارة ووطن التسامح والفكر الصحيح، وهذه المبادرة نتطلع إليها بشوق، خاصة وأن بها جامعة عريقة والعديد من الكليات الأهلية ومئات المدارس ومع ذلك لا توجد مكتبات عامة متاحة وقريبة من سكانها خاصة الشباب، وإن شاء الله ننتظر المزيد والمزيد من أميرنا المحبوب الذي منح الفكر العربي دفقاً وحيوية ومناخاً مؤسسياً يجمع العقل والفكر مع رأس المال لبحث قضايا
وتحديات الأمة، واليوم نرى من رؤاه وأفكاره وإرادته وأهدافه الطموحة ما تستحقه جدة والمنطقة، والله الموفق .
حكمة : قل لي ماذا تقرأ، أقل لك من أنت .
[ALIGN=LEFT]للتواصل : 6930973[/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *