« دم القرش » أمل جديد لمرضى السرطان

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]هشام محمد[/COLOR][/ALIGN]

تجدد الاهتمام بسمك القرش، وتحديدا بجهازه المناعي الفائق المنعة باعتباره مصدرا لأحد العلاجات الواعدة التي تكافح مرض السرطان، وأنعشت دراسة حديثة الآمال في تطويق المرض اللعين . انضمت الدراسة الأحدث إلى دراسات سابقة ترصد وتحدد سبب المناعة العالية التي تتمتع بها أسماك القرش، واكتشفت أن الأجسام المضادة الموجودة في دم سمك القرش تحتوي على مادة تكافح الأورام السرطانية .
الدراسات السابقة صبت اهتمامها على أنواع معينة من سمك القرش كانت موجودة قبل الديناصورات ولا زالت تجوب البحار في عصرنا هذا، وأثبتت ـ ويا للعجب ـ أن \” سمك القرش نادرا ما يمرض \” ، وأن ذلك يرجع لصغر حجم الأجسام المضادة الخاصة به، كما راجت شائعات أن سر السمكة المنيعة في غضاريف زعانفها، لكن دراسة أمريكية أثبتت أن ذلك محض خرافة .
تؤكد الدراسة الحديثة التي أجراها باحثون من جامعة لاتروب بمدينة ملبورن في أستراليا أن سمك القرش يتمتع بجهاز مناعة يشبه نظيره البشري، بل يفوقه في أن الأجسام المضادة أو الجزئيات التي تقاوم الأمراض تتمتع بمرونة استثنائية .
مضادات تلتصق بالأورام
يعتقد الباحثون أن هذه الخصيصة يمكن استثمارها في مكافحة الأمراض لاسيما مرض السرطان أو إبطاء وتيرة استفحاله، كذلك وجد الباحثون الأستراليون أن الأجسام المضادة في دم سمك القرش تتحمل درجات حرارة مرتفعة، بل يمكنها أيضا الصمود في وسط جد قاس، نظرا لارتفاع درجة الحموضة أو القلوية كالذي تتسم بها المعدة والأمعاء البشرية .وتنعش هذه الخصائص الآمال لدى العلماء في إعداد جيل جديد من العقاقير الطبية يمكن تشكيلها في شكل حبات أو كبسولات يتم تعاطيها بالفم، خلافا للأساليب المتبعة والمتاحة حاليا في علاج أنواع السرطان المختلفة، والتي تسبب مشاكل وآلاما ومضاعفات لمرضى السرطان الذين يخضعون مثلا للعلاج الإشعاعي أو الكيماوي . . . إلخ .
ويسوق البروفيسور ميك فولي الذي يشارك في الدراسة الأسترالية البشرى لمرضى السرطان بقوله إن الأجسام المضادة الموجودة بجهاز مناعة القرش لديها القدرة على الالتصاق بالخلايا السرطانية والحد من انتشارها، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت الإثنين – ١٠ – ١٣ ٢٠٠٨م .
وأردف موضحا \” هذه الخلايا ( السرطانية ) نمت بمعدل أبطأ مقارنة بتلك التي لم نضف لها الأجسام المضادة الخاصة بسمك القرش أو تلك التي أضفنا لها مضادات أخرى لا علاقة لها بالمضادات المستخلصة من أسماك القرش \” .
وبحسب فولي – الأستاذ في جامعة لاتروب ـ فإن هذا \” يدل على أن مضادات ( سمك القرش ) توقف الخلايا السرطانية لسبب ما إما بجعلها تنمو بمعدل أكثر بطأ أو ربما حتى تقتلها \” .
ويؤكد فولي أنهم اختاروا سمك القرش لأنها تمتلك جهازا مناعيا قويا ونادرا ما تصاب بالعدوى .
يذكر أن هناك دلائل سابقة على أن الأجسام المضادة لسمك القرش لديها القدرة على الحد من انتشار سرطان الثدي، لكن الأمل الآن امتد لاستثمارها في علاجات لسرطانات أخرى، أو عدوى أخرى مثل الملايا أو التهابات الروماتويد .
علاج الزعانف خرافة
كان خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية قد فندوا الشائعات السارية التي روجت لمزاعم عن قدرة منتجات ومشتقات من زعانف أسماك القرش على شفاء مرضى السرطان .
راجت في أوائل القرن سوق لبعض العلاجات غير المعتمدة اشتقت واستخلصت من زعانف سمك القرش يعالج السرطان .
لكن بحثا مشتركا أجراه علماء جامعة جون هوبكنز بالتعاون مع جامعة واشنطن أثبت أن ذلك محض خرافة، وأن زعانف القرش نفسها قد تصاب بأورام سرطانية .
ونقلت البي بي سي عن البروفيسور جراي أوستراند المشارك في البحث قوله : \” إن الناس يذبحون أسماك القرش ويصنعون من زعانفها أقراصا بناء على معلومات غير صحيحة ولا يوجد أية أبحاث تؤكد قدرتها على الوقاية \” . وذكر أوستراند أستاذ البيولوجي والطب المقارن بجامعة هوبكنز أن اليأس الذي يتملك المرضي يدفعهم إلى التعلق بأية بيانات أو معلومات عن أي شيء لديه قدرة علاجية . وحذر من الاندفاع في صيد أسمك القرش لما له من آثار تخل بالاتزان البيئي، كأحد الضواري التي تعمل على ذلك في البحار والمحيطات .
السر \” حجم الأجسام المضادة \”
لكن بعد ذلك بعامين وتحديدا عام ٢٠٠٢ أكد علماء من أسكتلندا أن أسماك القرش بالفعل نادرا ما تمرض، وحدا بعلماء جامعة أبردين الأمل أن تقودهم أبحاثهم إلى علاجات وعقاقير تفيد في مقاومة الأمراض التي تصيب البشر .
ركز علماء أبردين اهتمامهم على حجم المضادات الحيوية ( الأجسام المضادة ) المقاومة للأمراض لدى أسماك القرش، ولوحظ أنها تقل عن نصف حجم الأجسام المضادة الموجودة في جسم الإنسان .
ويعتقد العلماء أن السر في منعة أسماك القرش قد يكون في حجم الأجسام المضادة الصغير؛ لأن ذلك ربما يمكنها من اختراق الأنسجة بكفاءة أعلى ومن ثم محاصرة الخلايا والأورام السرطانية، أو الحد من انتشار أية عدوى .
[ALIGN=LEFT]كاتب في الشأن العلمي،
اسلام اون لاين[/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *