[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى زقزوق[/COLOR][/ALIGN]

مناسبة أليمة هي التي جعلتني اتأمل كيف يتجاوز أصحاب الطموح البليد حدودهم الى مساحات فارغة من مقومات التفوق وتقييمه . . واختيار متفرعات من الحيل والتصرفات الطائشة ليستقروا في اعماق الضياع النفسي والمعنوي بقناعات تهين طرفا لطرف باسم تبريرات وقناعات صحيحة أو غيرها والتعاطف معها بوجهات نظر مختلفة حتى تكشف الحقيقة عن ملابسات تلك المجازفات التي تجعلنا نحارب فضائلنا واخلاقياتنا بعلل مختلفة .
والنفوس المسكونة بالسكينة والتعزية لها عن الكدر لا تقبل بمؤثرات الخصام مع الكلمة الطيبة ومواقف التضحية، ولا يمكن ان تكون الاسيرة لخيالات وتكلف وعيوب تفرض صوراً مثالية لا ترى في ملامحها غير تشويهات وعيوب تتنافر بها ضد الود والمسرة وكأنها تعيش في غربة لتكتب تاريخها بأحقادها وغيرتها اسما ومعنى لمدنية جديدة، فيتعالى اهلها حتى على ذاتهم بذلك الانقباض الأسود وجنون الآمال وعاديات أمية وجهالة وغرور، وان لهم المكانة التي تناسب مقامهم ويتزاحمون عليها باصرار اغتصابهم لها ،وما ذلك غير فرارهم من النقص والضعف وغلبة اضطراباتهم النفسية المحرومة من معرفة مُثُل الحياة والاعتبار بقيمة التواضع بعيداً عن كل تمثيلية مبتذلة تلغي كل فصولها وابطالها البراهين مهما كانت الاساليب الخادعة والممارسات المتوحشة لتغطية ذلك العوار والبوار والبلاء، واستشروا هذا الداء العضال الذي لا تجد له اختراعات الطب دواء .
ولو لم تقم حياتنا على معرفة أسرار السعادة والأصول ومميزات هدوء الطبيعة وسلامة الوعي لكانت الاستجابة لوباء تلك الظواهر والتسلية بالرذائل من الصفات السيئة وتشابهها مع الطبع وقناعة النفس بتصرفات افعالها الخاصة دون التمكن من القضاء عليها لئلا تكون عادة للطبع وغريزة فيه بحيث لا يكون للفضائل مساحات إلا للألم وتعطيل استخدامها للخير والثبات به والانتصار بالاستدلال العقلي على جوهرها وحسناتها والثقة بمكاسبها .
وحكم وراثة الأخلاق الرفيعة والتربية والآداب وسلامة العقل لا تقبل بتكلفات الارتياب الا بكل ما هو صواب تحرسه المبادئ الكريمة والتشريعات الحكيمة للوقاية من الأعمال الوخيمة والجنوحات اللئيمة .
وسأم الخاطر من عيوب الحاضر يعيدني الى ذكرياتي القديمة وصفحات سطرتها فيها عن اهتمامي بالصمت والاحتراز به مما يخوض فيه الغير من معرات الغيبة وخصوصيات الناس وعمومياتهم .
واقتحامات الحزن مرهقة للقلب والفكر بسبب انقباضات هذه المهازل التي تجد من يقتنع بها او يمتنع عنها ليكون البعيد عن نعرات أبهات محرقة ممن يفسرون اجتهاداتهم نجاحا وهو لا يقترب من خانة الصفر ،والافتتان بالخداع كأسلوب يصلح التعامل به في عصر له اختلاطات مع تسميات كثيرة، اما التقدير والاحترام فتلك خصال عزيزة في المجتمعات البائسة او انها غير موجودة فعلاً . . وكلها امتحانات تتألم منها الروح والمشاعر .
انه الحاضر المؤسف الذي نعمل على تخريب انسانيتنا فيه ونستفرغه من معطيات المدنية بالنقص والتشويه .
والمعادلة بين صواب الحب ومصيبة الحقد هي السلامة للجانب الأول والندامة لأهل العواطف الجافة وعدم استجابتهم لمنطق عادل وعاقل .
[ALIGN=LEFT]٭ شاعر وأديب سعودي[/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *