الفتوش والتبولة ومعركة المؤشرات

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم شلبي[/COLOR][/ALIGN]

مرت دول العام الثالث بفترات من الاحتلال والاستعماراستولت فيه الدول المستعمرة على الأرض والمقدرات ظلما وعدوانا وهناك سطو من نوع آخر مارسته الدول المستعمرة والمحتلة لايقل إيلاما وظلما عن الاحتلال المسلح ألا وهو سرقة التاريخ والموروثات الشعبية وتجارب الشعوب وحكمها التي ورثتها جيلا بعد جيل منذ مئات السنين والمراد من ذلك هو طمس هذه الشعوب ومسح هويتها حتى لاتقوم لها قائمة ليظل الحال على ماهو عليه استعبادا وذلا وظلما واستغلالا للمقدرات.
وما أقدمت عليه دولة الاحتلال الاسرائيلي من سطو على المورثات الشعبية للبنان الشقيق بما يعرف ب\”المقبلات اللبنانية \” كالحمض والفتوش والتبولة والكبة والأدهى من ذلك أنها تروج لها عالميا في المعارض والمهرجانات الدولية على أنها مورثات ومنتوجات إسرائيلية وقد كان لها سوابق مماثلة مع التراث الفلسطيني الذي حاولت طمسه لمسح هوية كل ما هو عربي على أرض فلسطين المباركة وتدورالآن معركة قانونية بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي مازالت محتدمة فتنظر الآن لدى الهيئات والمنظمات المتخصصة كمنظمة التجارة العالمية والتي لم ينضم إليها لبنان بعد وهيئة المؤشرات الجغرافية والتي تنحاز بكل أسف للجانب الإسرائيلي وكم نتمنى كعرب أن تتدخل الجامعة العربية وهيئاتها الثقافية والقانونية للدفاع عن حق لبنان المشروع بهذا الشأن وأمام الدكتور فاروق حسني المرشح المتوقع لرئاسة منظمة اليونسكو العالمية مهمة مأمولة وهي العمل على اصدار واقرارتشريعات لحماية الثقافة العربية والمورثات الشعبية وتوثيقها حتى لاتكون مطمعا للغير فكما استولت اسرائيل على الجغرافية العربية بكل ثرواتها الطبيعية تحاول السطو على التاريخ العربي بكل أمجاده وملاحمه ونضال شعوبه إننا مطالبون كسعوديين أن نحافظ على مؤشراتنا الجغرافية التي وهبها الله لنا في الطبيعة أو التي أتقنتها وأبدعت فيها الأيدي الماهرة والعقول المستنيرة لإنسان هذا الوطن وتجارب الأجداد من المورثات والعادات والتقاليد والثقافة والملكية الفكرية وهذه المؤشرات تعد بالألوف ونذكرمنها على سبيل المثال لا الحصر (ماء زمزم كسوة الكعبة – البترول السعودي – تمور القصيم والمدينة المنورة الثوب السعودي والكبسة السعودية والعرضة السعودية والفن الموسيقي كاﻟﻤﺠرور وخطوة عسير والمزمار واﻟﻤﺠسات) والدانات التي بذل فيها الموسيقار طارق عبد الحكيم جهودا مضنية لتوثيقها لدى منظمة اليونسكو ونتمنى أن توثق جميع المؤشرات الجغرافية السعودية تجارية كانت أم ثقافية أم طبيعية لدى هيئة المؤشرات الجغرافية ومنظمة التجارة العالمية وغيرها من الجهات المتخصصة والتي نحن عضو فاعل ورقم صعب بين كافة أعضائها.