العيد في حياتنا
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نبيه بن مراد العطرجي[/COLOR][/ALIGN]
ومضى شهر رمضان المبارك حيث شد رحاله برحيل محزن يحس بعد انتهائه بقرب من الله تعالى من كان قبله في ضياع ، والصالح تزداد روحه رقياً جعلنا الله من الفائزين المقبولين المعتوقين بإذن الله تعالى ، واستقبلنا عيد الفطر المبارك بفرح وسرور وبسمة ، فابتهجت النفوس بالفرحة الربانية ، فهو مظهر من مظاهر الدين ، وشعيرة من شعائره العظمة التي تنطوي على حكم عظيمه ، ومعان جليلة ، وأسرار بديعة لا تعرفها الأمم في شتى أعيادها ، وله معان جمة لا يمكن تسطيرها بالكلمات ، ولا يمكن رسمها بأحرف كل لغات العالم ، وله من الصفات والأعمال المتجددة ما يجعله يظل في نفوسنا بمعنى الفرح والتوبة والطاعة والتضحية والاستسلام والتكافل والكرم والطاعة ، وبمعنى الجماعة في الجسد الواحد ، فالعيد يجعلنا نشعر بشعور جميل ، وكأن نسمات الرحمن تهب علينا من عليائها لتستقر في قلوبنا المثقلة بالهموم والمسئوليات ، وتجَُدَدْ فيها كل شيء ، هو إشراقه الأمل لكل يائس ، وبريق السعادة لكل بائس ، هو الحنين لعهد الطفولة ، وكيف كنا
نلهو بحلو اللعب ، وهو البسمة التي ترتسم على شفاه تشققت من شظف العيش ليعيد إليها دماء الحياة بحلة جديدة ، وهو في الإسلام سكينة ووقار ، ودليل على أن هناك من يحبونا ونحبهم ، وهو يوم التسامح ، ويوم التصافي ، ويوم الغفران ، وهو محبة تنبع من داخلنا للغير ، فالعيد كما قيل في معناه الديني – كلمة شكر على تمام العبادة ، لا يقولها المؤمن بلسانه ، بل يحس بها في سرائره رضى واطمئناناً ، وتنبلج في علانيته فرحاً وابتهاجاً ، وتسفر بين نفوس المؤمنين بالبشاشة والطلاقة والأنس ، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة – وفي معناه الإنساني هو – اليوم الذي تلتقي فيه قوة الغني وضعف الفقير على اشتراكية من وحي السماء عنوانها الزكاة والإحسان والتوسعة ، فيطرح الفقير همومه ، ويسمو إلى أفق كانت تصوره له أحلامه ، ويتنزل الغني عن إلوهية كاذبة خضوعاً لإلوهية رب العباد – أما في معناه النفسي فهو – حد فاصل بين تقييد تخضع له النفس ، وتسكن إليه الجوارح ، وبين انطلاق تنفتح له اللهوات ، وتتنبه له الشهوات – وفي
معناه الزمني – قطعة من الزمن خصصت لنسيان الهموم ، واطراح الكلف ، واستجمام القوى الجاهدة في الحياة – واجتماعياً هو – يوم الأطفال الذي يفيض عليهم بالفرح والمرح ، ويوم الفقراء حيث يلقاهم باليسر والسعة ، ويوم الأرحام لأنه يجمعها على الصلة والبر ، ويوم المسلمين كونه يجمعهم على التسامح والتزاور ، فكل عام وأنتم بقلوب تحمل الأمنيات المثقلة بالحب المفعمة بالأمل ، والإشراق بحياة جديدة ، وعمر جديد ، وأيام سعيدة .
من أغاني العيد : ومن العايدين ومن الفايزين إن شاء الله . . أحباب . . أحباب . . أحباب . . أصحاب . . أصحاب . . أصحاب . . جايين يهنو فرحانين . . ومن العايدين ومن الفايزين .
همسة : ليس العيد يوما ، ولو كان كذلك لانتهى بميلاد اليوم الثاني .
ومن أصدق من الله قيلاً : \” قُلْ بِفَضْلِ اللهَِّ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ ممَِّا ي َجْمَعُونَ \”
ناسوخ : ٠٥٠٠٥٠٠٣١٣
التصنيف: