[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بن أحمد الشدي[/COLOR][/ALIGN]
اقترب منه بطريقة وجلة وكرجل مسكون بالأرق متوجس من الاحتمالات المتشابكة لا بد له من وقت بهيج ..في هذا الزمن أصبح للقط أوقات عذبة وأعراس اسطورية .هذا الرجل أحبه حتى الخوف همس دهنوش لنفسه ثم انحنى يلتقط الدبابيس والأفكار الهاربة .
هنوش سائق منذ مدة تستعصي على التذكار يعرف مواقع الرثاثة في اللوحة الداخلية غرور، اهمال .طفح أمجاد بائدة وسيدة إنسان، يعلك دائماً حبة هيل بين اسنانه ..شاعري في جميع الاتجاهات حتى في أسواق المال هو مديره في المكتب هذا صحيح ولكنه حين يسافر به في أمعاء المدينة، أو وراء حدود الأفق يقول له ببساطة حميمة : ابعد عنا يا سيدي أو اغسل الدلة جيداً يا محترم !!ويبتسم المدير ويمتثل ويقول حاضر ياعجوز ..ودهنوش يسطع بالجواب فوراً المهم ليس عدد الورود بل اللون والرائحة
والروح العذبة التي تكفي سكان الرويس والبديعة معاً !
واقترب دهنوش هذا الصباح من مديره بطريقة وجلة وهمس هل فكرت في العذوبة؟ صب المدير نظرة حزينة في وجه سائقه الخاص وقال : متعب أنا جائع كالحمار الضال لا أدري ماذا أفعل؟ !
انحنى دهنوش أكثر بوداعة واثقة قائلاً : لا يهمني الآن التفكير في شجرة الطلح، لا يهمني التعب ولا الجوع هل لديك الشجاعة يا سيدي لتناول الطعام في فضاء آخر؟ ! رجال الأعمال يفعلون ذلك أحياناً حين يجوعون وسائقوهم أيضاً ..هيا إلى نصف القمر الى البحر الذي تنكبه أجدادك فخسروا كل شيء .
لا تغمطوا الناس جهودهم
في الأسبوع ما قبل الماضي راعني وهالني ما قرره كاتب معروف وآخر مسرحي في ندوة متلفزة أدارتها احدى الأخوات الكريمات قررا أن الدنيا ليست بخير وأن كل منجز في موضوع تلك الندوة هو مجرد اجتهادات فردية، وأن وأن – يا ناس حرام عليكم أنتم تظلمون العشرات من أخوانكم ممن يعملون في مجالات ثقافية عدة .وكان هذا الكاتب العزيز قد كتب يسأل وهو يلح في الندوة نفسها عن الرافد المالي الذي سبق أن سمع عنه كثيراً وهو صندوق يساعد كل مشتغل في مجالات الفكر والإبداع، ولم يعلم أخونا الكريم أو لا يريد أن يصدق أن هذا الصندوق كان موجوداً، وقد ساعد أكثر من مائتي فرد من أهل المهنة ومنح جوائز – ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله – وكما قال استاذنا الزيدان – رحمه الله – إن الأمة دفانة ولا تنتظر أن تكون محموداً حتى ولو ذللت كل \” عسير \” وهذه المقوسة من عندي، والله الحافظ .والهادي إلى كل خير ..اللهم ارزقنا الصدق في القول والعمل .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *