خطاب مغاير
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د .رؤوفة حسن[/COLOR][/ALIGN]
تحليل الخطاب اليمني الاعلامي ومقارنته بمثيله السعودي تدعو الى التأمل .وربما لا يكون الخطاب السياسي هو الأكثر جاذبية للتحليل بسبب الكثير من الخطوط الحمراء التي لا تزال عالقة به، لكن الخطاب الاجتماعي وبالذات المتعلق بالنساء هو المجال الأكثر خصوبة .
فالقضايا الاجتماعية اساسا هي قضايا سياسية بالدرجة الأولى لكنها قد تقبل القول بالفصل بينها وبين السياسة الرسمية المباشرة المتعلقة بالحكم والحكام، لأنها متعلقة بالمحكومين .وقضايا النساء يتم في مجتمعنا العربي وبنحو خاص في اليمن والسعودية التعامل معها في وسائل الاعلام كقضايا ذات شقين، إما تدخل في الترفيه والتسلية ومتابعة الفن والموسيقى والمجالات الأدبية والثقافية عبر تغطية اخبار الفنانات، وإما تدخل في حيز الدفاع عند الرد على دعاوي الغرب عن النساء في مجتمعاتنا أو تدخل في الخطاب الديني المستنير احيانا تجاههن والممعن في الغلو أحيانا أخرى .
في الجوهر لا تخرج وسائل الاعلام اليمنية والسعودية عن هذه التوجهات حتى الآن كما يظهر للمراقب المتيقظ وتبقى المغايرة في لغة الخطاب وليس في مضمونه وشكله .
انفتاح وانغلاق :
بمتابعة الصحافة الرسمية والخاصة في اليمن نجد مساحات المخصص للفن والفنانات أقل بكثير عن مثيله في الصحافة السعودية .فهلتكون تلك الحال مؤشر انفتاح لدى الصحافة السعودية وانغلاق لدى الصحافة اليمنية؟
وبنفس المتابعة نجد قضايا النساء التي تتطلب تعديلات في المنظومة القانونية والموقف المجتمعي منها تزيد كثيرا في الصحافة اليمنية عنها في الصحافة السعودية، فهل يكون ذلك مؤشر انفتاح الصحافة اليمنية على القضايا المحلية للنساء، مقارنة بمثيلتها في السعودية؟
اما الحوار الديني فهو في البلدين يرتفع مؤشره أحيانا وينخفض مؤشره أحيانا أخرى، ويكون مدعوما بالأراء الفقهية التي تختلف برؤى الأشخاص وخلفياتهم ودوافعهم كبشر يقومون بالاجتهاد يصيبون أحيانا ويخطئون أحيانا أخرى ..
ومع ذلك فالحكم بانغلاق الصحافة او انفتاحها هو تحميل للصحافة فوق قدرتها في الأساس بصفتها انعكاس للواقع وليست منتجة له .فجمال الصورة في المرآة من عدمه ليس مسؤولية المرآة التي عكست الصورة بل هو دعوة لاعادة التأمل في الذات .
هيئة حقوق الإنسان :
دعت وزارة الخارجية الهولندية في اجتماع عقدته لموظفيها المسؤولين عن تنفيذ مشاريع داخل الدول العربية الى لقاء عقدته في القاهرة، ودعت الى اللقاء بعض الناشطات من النساء في هذه المنطقة للاستماع الى وجهة نظرهن في القضايا المختلفة لبلدانهن .
وكان من بين المدعوات ناشطة تعمل مع هيئة حقوق الانسان السعودية .شكل حضورها وتفاعلها مع اللقاء حالة خاصة تستحق التقدير، خاصة مجموعة الوثائق والتقارير والكتب والمطبوعات التي صدرت عن الهيئة واصطحبتها معها .وقد أعجبني على نحو خاص كتيب صغير عنوانه حقوق المرأة في الاسلام .بحثت عن تغطيات عن هذا الكتاب في الصحف السعودية فلم اجد له ذكرا وهو غياب يدعو للاستغراب .
[ALIGN=LEFT]raufah@hotmail .com[/ALIGN]
التصنيف: