من المحبرة .. إياك ..إياك أن تعتذر
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي حسون[/COLOR][/ALIGN]
كان لأمي رحمها الله نظرة ثاقبة في كثير من الأمور ولها وصاياها التي تهمس بها في أذني وهي وصايا حكيمة، منها تلك الوصية التي أحرص كل الحرص في اتباعها
قدر المستطاع وهي :
\” إياك أن تعرض نفسك للاعتذار \” .
كيف هذا يا أمي؟
تقول \” خديجة \” وهي تدندن هامسة ببعض بيت من محفوظاتها : لكي لا تعتذر عليك ألاّ تخطئ في حق آخر مهما كان هذا الآخر من \” الدونية \” لأن \” الخطأ \” يوجب عليك الاعتذار ..والاعتذار عن الخطأ جميل بل ومطلوب إلا أنه يأخذ منك شيئاً من قيمتك ومن شموخك فتشعر بأن كل ذلك قد اهتز في داخلك ..زد على هذا أن الفضل كل الفضل
يكون لمن أخطأت في حقه فإن هو قبل اعتذارك فهذا تفضّل منه عليك لكونه قبل ذلك الاعتذار، وإن رفضه فهذا انكسار لك وخذلان، فعليك أن تقفل المجرى من مصبّه فلا
تخطئ في حق الآخرين حتى لو هم أخطأوا في حقك ..ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح .دائماً يأتيني صوتها من خلف \” الغمام \” كأنه \” المجداف \” الذي امتد من خلال الموج في لجة الحياة ..رحمك الله يا خديجة .
التصنيف: