الشيطان لا يغلب كل إنسان

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يعقوب محمد اسحاق[/COLOR][/ALIGN]

أصدقاؤنا موظفو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عقدوا اجتماعاً في الغرفة التجارية الصناعية بجدة لمناقشة موضوع : \” الاختلاط \” المثير للجدل، دون أن يحضره النساء إلا أن سعادة وكيل الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور ابراهيم الهويمل قال بانه لا مانع من حضور السيدات في اللقاءات القادمة، وهذا تطور كبير في المفاهيم القديمة التي كانت تتمسك بها الحسبة، وأدت الى تشويه سمعة الناس وسجنهم وجلدهم، وآمل أن يتم تصحيحها على أرض الواقع قريباً جداً .
إذ أن هناك فرقاً شاسعاً بين الخلوة والاختلاط، ولولا ذلك لما رأينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ومعهما ثلة من اصحاب السمو الملكي الأمراء الكرام الذين رعوا في الأيام الأخيرة احتفال مدينة الملك عبدالعزيز الاقتصادية الذي شاركت فيه مجموعة من النساء دون ان تكون هناك حواجز بين الرجال والنساء، انهم حفظهم الله بحكم ثقافتهم الدينية ومعرفتهم باحكام الشريعة وإدراكهم بأن هناك فرقاً كبيراً بين الخلوة والاختلاط يرسلون رسالة واضحة وضوح الشمس لكل أولئك الذين يخلطون بين الخلوة التي هي عمل سري لا يُرَى فيها الرجل والمرأة المجتمعان في مكان مغلق، وبين الاختلاط الذي يكون علناً أمام عيون الناس، بأن الاختلاط مباح ..
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : \” ما اختلى رجل بأمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما \” وهذا يعني أن الشيطان الرجيم هو الذي يوسوس للانسان ويزين له الخروج على الدين والأخلاق ويغريه على فعل الفاحشة إذا كان ضعيف الإرادة والإيمان، مع العلم بأن الشيطان لعنه الله لايستطيع ان ينتصر على كل إنسان، فيعود مدحوراً مذموماً، ولو كان الشيطان قادراً على غواية كل البشر لأخبر عليه الصلاة والسلام امته بذلك ..
وأنتهز هذه الفرصة لألفت النظر الى بعض الأحاديث والروايات :
٭قال عليه الصلاة والسلام : \” لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه رجل أو إثنان \” وهذا الحديث يجيز دخول أكثر من رجل على المرأة، فاذا دخل رجلان على امرأة دون أن يكون معها زوجها، لا يجوز أن نتهمهم بالخلوة المحرمة شرعاً .
٭ قال عبدالله بن عمر : \” كنا نتوضأ نحن والنساء من إناء واحد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم \”.
٭ قال أسامة بن زيد الليثي عن سالم بن النعمان عن أم حبيبة الجهنية أنها قالت : \” اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد في الوضوء \”.
نستخلص من الروايتين أمرين اثنين :
الأول : اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد بهدف الوضوء .
الثاني : أن وجوه النساء كانت مكشوفة أمام الرجال، لأن الوضوء يستدعي كشف وجوه النساء .
٭روى ابن عباس عن أبي الجوزاء بأن امرأة حسناء كانت تصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قوم من المصلين يتقدمون الى الصفوف الأولى لكي لا يروها، وكان آخرون يتخلفون ويتأخرون للصلاة في الصف الأخير ليروها، فإذا ركعوا جافوا أيديهم، لينظروا من تحت أباطهم، فأنزل الله تعالى : \” ولقد علمنا المستقدمين منكم، ولقد علمنا المستأخرين \”..
وتدل هذه الرواية بأن المرأة كانت تحضر الصلاة مع الرجال في الصفوف الأخيرة، ولم يكن هناك فاصل يفصل بينهما كما نفعل اليوم في مساجدنا من فصل للنساء عن الرجال، وهو الأمر الذي يؤدي إلى بطلان صلاة النساء لأن صفوف المصلين يجب أن تكون متصلة، وتدل أيضاً على أن المرأة كانت كاشفة الوجه أثناء صلاتها مع الرجال ..
ورغم وضوح النصوص الدينية بإباحة الاختلاط بين الرجال والنساء إلا أن بعض رجال الدين ينشرون بعض التقاليد البائدة تحت ستار قاعدة فقهية توسعوا فيها : \” سد الذرائع \” .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *