يتجاهل الكاتب أحياناً الكثير من الكلمات التي يحتاجها في صياغة فكرة يتوج بها مقالاً له ويستبدل بها كلمات أخرى مرادفة لها أو مشابهة، لكن سرعان ما يعود ذلك الكاتب للبحث عن تلك الكلمات التي تجاهلها مستعيناً بها ويخرجها من حواشي مسوداته ليرص بحروفها سطوراً لفكرة جديدة.
جمعت كثيراً من بقايا كلماتي المبعثرة والتي تناثرت على هامش مسوداتي وعزمت أن أجعل منها موضوعاً لمقالة في زاويتي الاسبوعية ممنياً النفس في أن تكون سطورها متناسقة خالية من التفكك لأن التجميع يحدث خللاً في تركيبة الموضوع أحياناً..
من بقايا تلك الكلمات كلمة \”زبْرَقَة\” وهي كلمة عامية تعني \”الزينة\” أو التجميل هذه الكلمة \”زبرقة\” وجدتها عنواناً لمقالة كتبها أخي وصديقي الأستاذ محمد أحمد الحساني في زاويته اليومية بجريدة عكاظ \”على خفيف\” وتكررت تلك الكلمة في مقال تعقيبي للأستاذ خالد السليمان في زاويته اليومية \”الجهات الخمس\” وكان محور المقالين عن تزيين مداخل أم القرى \”مكة المكرمة\” والمشاعر المقدسة وهي فكرة نادى بها المهندس محمد
سعيد فارسي مبدياً رغبته في التطوع والمشاركة في التخطيط فنياً ومادياً وكان رأي الأخوين الحساني والسليمان هو الاهتمام بما هو أهم من التزيين والتجميل والتفكير في كيفية القضاء على العشوائيات وتوسعة الشوارع وايجاد المواقف، والاهتمام بالبنية التحتية والبيئية. وضرب الأستاذ السليمان مثلاً بمدينة \”جدة\” تعاني من شلل حركي في بنيتها التحتية فما فائدة التجميل والزبرقة والاهتمام بالمداخل واﻟﻤﺨارج وكثرة اﻟﻤﺠسمات وجدة في حاجة إلى انتشالها من فيضان الأمطار وبحيرات اﻟﻤﺠاري ..
لقد كان الأجدر بالأخوين الحساني والسليمان الترحيب بفكرة المهندس الفارسي طالما أن الرجل أبدى استعداده فنياً ومادياً ومناقشته في طرحه وفكرته وتبيان الأخطاء السابقة بدلاً من تلك الردود الجافة نوعاً ما والفرصة متاحة أمام المهندس الفارسي لتأكيد رغبته في خدمة مكة المكرمة لا سيما أنه من أبناء مكة ولها في عنقه دين يجب الوفاء به ،وهنا في هذه المقالة أقترح على المهندس الفارسي أن يختار شارعاً من شوارع مكة الداخلية والتي تعاني من الازدحام الشديد ويعمل على تصميمه بما يلائم وتحقيق المطلوب، ويضع تصوره الفني فيما يحتاجه هذا الشارع من بنية تحتية وأولويات ثم وضع التصور الجمالي لهذا الشارع وزبرقته، فالمهندس الفارسي استعد لخدمة مكة فنياً ومادياً وها هي فرصة لرد الدين وإن تحقق هذا فهو عمل يكتب للمهندس الفارسي بمداد من الفخر.
وإلى اللقاء في طلة أخرى من بقايا الكلمات..

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علي ابراهيم الاصقة[/COLOR][/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *