رجحت دراسة جديدة أن يكون لدى المراهقين الذين يمارسون أنشطة عنيفة أصدقاء مباشرون أو غير مباشرين يتسمون بالعنف.
وقال براد بوشمان، كبير الباحثين في الدراسة: “الأفعال العنيفة تنتقل عبر الشبكات الاجتماعية، وتنتشر كالعدوى من شخص لآخر”.
وعكف بوشمان، وهو أستاذ في علم النفس والاتصالات بجامعة ولاية أوهايو في كولومبوس، على تحليل مقابلات ترجع
لتسعينيات القرن الماضي مع قرابة 6 آلاف طالب أميركي من المراهقين.
وخلصت الدراسة التي نشرت في الدورية الأميركية للصحة العامة إلى أن من كان لديهم صديق ألحق الأذى الشديد بأحد كانوا
أكثر عرضة بنسبة كبيرة لأن يقولوا إنهم ألحقوا الأذى بأحد، مقارنة مع الطلاب الذين لم يؤذ أصدقاؤهم أحداً.
وأضافت أنه إذا أشهر الصديق سلاحاً في وجه أحد فإن المراهقين كانوا أكثر عرضة بنسبة كبيرة لإشهار السلاح
وإذا تورط الصديق في عراك عنيف فإن الطلاب كانوا أكثر عرضة بنسبة متوسطة للتورط هم أيضاً في عراك عنيف.
وقال بوشمان: “هذه أول دراسة على حد علمنا توضح مدى انتشار العنف، وهو أمر عظيم”.
وقال جاري سلوتكين، وهو أخصائي في علم الأوبئة ومكافحة الأمراض المعدية: “أنت تفعل ما يفعله صديقك
وهو يفعل ما يفعله صديقه، وصديقه يفعل ما يفعله صديق له. لا تفكر في العواقب، بل تفكر فيما يفعله أصدقاؤك”.
وأضاف أن العقاب لم يجد نفعاً لوقف انتشار العنف.
وقال: “ليس لدى الناس مشكلة مع العقاب، وليس هو السبيل لحل هذه المشكلة.
الأمر أشبه بمعالجة مريض بنفس الدواء الخاطئ مرة بعد مرة”.
وأشار بوشمان إلى أنه من الممكن نشر علاج العنف عبر نفس شبكات الأصدقاء التي انتشر من خلالها العنف.