جدة – ليلى باعطية
أنهت شركات التوصيل معاناة عدد كبير من السيدات ، عانين طويلاً من انتظار سيارة أو من جشع واستغلال السائقين ، وترى غالبية النساء في شركات التوصيل ، خاصة مع زيادة عدد العاملين من السعوديين، حلاً لمشاكل ؛ الزحام وعدم توافر مواقف للانتظار ،ونفاذ صبر الأزواج ،
كما أنه يعفي من التعرض لنكد الزوج، بينما يرى فيها الأزواج إنقاذاً لهم من مرافقة الزوجة ساعات طوال ، ونقلة اجتماعية ونقلة أيضاً في تقبل المجتمع لمهنة السائق، ويؤكد إبراهيم الفحل مدير عام شركة كريم أن نسبة الطلب الأعلى في المملكة لخدماتهم تأتي من السيدات بنسبة 67٪ ، وأن أكثر من 70 ألف كابتن يعملون بالشركة سعوديون.
” البلاد ” توجهت الى قرائها لمعرفة مدى مساهمة شركات التوصيل في انقاذهم وتسهيل مجريات حياتهم للأفضل.
حلّت مشاكلنا
تروي ” ايمان باسنبل ” موقفاً حدث معها عندما كانت عند عائلتها وقرروا الخروج للتنزه، لكن تفاجئوا بتعطل سيارتهم، فطلبوا سيارة كبيرة تسعهم من إحدى شركات التوصيل، وعندما وصلت السيارة التي لم تستهلك وقتاً طويلاً للوصول إليهم، لفت نظرهم نظافتها والتكييف الجيد، والقيمةً المعقولة ثمناً للتوصيلة.
وأشارت سميرة سعيد إلى أنها كانت تضطر للانتظار في الشارع العام طويلا حتى تمر سيارة تاكسي عندما ترغب في الذهاب الى زفاف أو زيارة أو غيره من ” المشاوير”، فيتعبُهم الانتظار و الجو الحار، أما الآن فقد اختلف الوضع ، وأصبحت في جميع مشاويرها تطلب السيارة عن طريق التطبيق وتختار سيارة تتلاءم مع عدد الافراد ، فتأتي الى باب المنزل مبكراً، كما ان اسعارها مناسبة جداً .
ساعدنا أبناء الوطن
هنادي داوود ، تقول: في عام ٢٠١١ بدأت أعمل وكنت في البداية أذهب وأعود مع صديقاتي عن طريق سائق خاص، ولم يناسبني الأمر؛ كنت أول من يمر يأخذها ، لأني الأبعد من بينهن، وأعود بعد ذلك في المساء آخر واحدة لأصل في وقت متأخر، وعندما وجدت الأمر أرهقني ، أصبح أخي يقوم بتوصيلي، وكنت أعطيه مبلغاً بسيطاً تحفيزياً له.
وتضيف داوود ، حينما سمعنا عن هذه الشركات في البداية تخوفنا ؛ لأنه بكل صراحه رافقتهم سمعة سيئة بغض النظر ما إذا كانت صحيحة أو خاطئة، وكانت والدتي وأخوتي رافضين لفكرة الذهاب عن طريقها، وجعل ذلك اخوتي يحرصون على تلبية طلباتي على الفور حتى لا ألجأ لاستخدامها، لكن هناك مواقف اضطررت فيها الى الاستعانة بهم خصوصاُ عندما كثر من يقومون بالتوصيل من أبناء البلد وتميّزهم بالاحترام. لذلك أجد أن وجود هذه الشركات ساعدنا بشكل كبير، ومن خلاله استطعنا أن نساعد ابناء الوطن.
أعفتنا من نكد الأزواج
سوزان شهاب تقول إنه حتى مع تواجد الأزواج ، يستخدمون شركات التوصيل لأسباب مختلفة منها ؛ الازدحام وعدم توفر مواقف للانتظار ونفاذ صبر الأزواج وارتباطات الأغلبية بأعمال، وعدم توافقها مع توقيت الزوجة، كما أنه يعفي من التعرض لنكد الزوج، ومن المميزات أن السائق من هذه الشركات يأتيها في الوقت الذي تريده، وتستطيع الذهاب لأكثر من مكان وأخذ وقتها وراحتها دون أن يستعجلها أحد، كما أن السائق يساعدها في حمل الأغراض.
نقله اجتماعية
وحرصت ” البلاد ” أن تأخذ أيضاً آراء الرجال تجاه شركات التوصيل لمعرفة حقيقة مدى كونها حملت عنهم أعباء المشاوير، وعن مدى اطمئنانهم في ذهاب زوجاتهم وبناتهم من خلالها.
التربوي ” خالد تركستاني ” يقول أن الشركات أنقذت الرجال وليس النساء فقط، بفضل الأمان الذي تتميز به مما جعلنا نطمئن، ورب البيت عندما لا يكون متفرغاً وكثير السفر وليس لديه سائق خاص ولا أولاد في سن القيادة يصبح وضعه صعباً.
المستشار الاجتماعي ” أيمن آشي ” أشار إلى أن هذه الشركات تعد نقله اجتماعية ونقلة أيضاً في تقبل المجتمع لبعض المهن منها مهنه السائق، وأضاف أن أبنه رغم أنه سيتخرج الصيف القادم من الجامعة إلا أنه يعمل في احدى شركات التوصيل ويشجعه على ذلك ليستمر على عكس ما كان عليه المجتمع سابقاً في عدم تقبله لمثل هذه المهن.
تقبل المرأة للسائق السعودي
إبراهيم الفحل ، مدير عام شركة كريم التي تقدم خدماتها في أكثر من ٥٠ مدينة في السعودية، وفي ١٣ دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا وباكستان ، وهي الشركة التقنية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتجاوز قيمتها مليار دولار أميركي ، قال لـ ” البلاد ” أن نسبة الطلب الأعلى في المملكة لخدماتهم تأتي من السيدات بنسبة 67٪ وذلك في ظل احتياج المرأة الدائم لمن يوصلها، لكنهم يشهدوا ارتفاعا ملحوظا لنسبة الطلب من الرجال.
70 ألف كابتن سعودي
وأشار الفحل إلى أن المرأة تغيرت نظرتها تجاه السائق السعودي، وتقبلها لوجوده ، وأيضا تقبل السائق لطبيعة عمله، ليصبح لدينا أكثر من 70 ألف كابتن سعودي، وتقييم الكابتن السعودي لدينا يأتي مرتفع جداً، مما يؤكد بأن العملاء بعد تجربتهم عدة مشاوير يفضلون الكابتن السعودي وارتفعت نسبة الثقة تجاهه.