ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﻨﺴﻰ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ، ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺁﻟﺔ ﺣﺰﻥ ﻭﺗﻨﺪﻳﺪ، ﺃﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻛﻨﺖ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ، ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺄﻟﻤﺖ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺃﺣﺮﺟﺘﻨﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﺮﺝ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ.
ﺍﻟﺘﻬﻮﻳﻦ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻣﺎ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﻭﻟﻪ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺣﺎﺩﺓ ﻭﺣﺮﺟﺔ ﻭﻣﺆﻟﻤﺔ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ، ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻌﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺮﺧﺎﺀ، ﻭﻳﺘﺮﺑﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ، ﻭﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ، ﻭﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ، ﻭﻳﻤﺮﺣﻮﻥ ﻭﻳﺴﺮﺣﻮﻥ.. ﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺸﺌﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﻭﺳﻂ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﻢ من يتمكنون من قيادة ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ، ﻭﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻳﺤﻘﻘﻮﻥ ﺍﻵﻣﺎﻝ، ﻭﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ.
ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ، وﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.. ﺩﻭﻝ ﺧﺎﺿﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺗﺤﻄﻤﺖ ﺛﻢ ﻗﺎﺩﺕ؛ ﻷﻥ ﻗﺎﺩﺗﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻤﻦ ﺫﺍﻗﻮﺍ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺪﺩﻳﻦ، ﺑﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﺮﻳﺪﺍً، ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﻬﻮﻥ ﻛﻲ ﺗﻌﻴﺶ، ﺍﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ, ﺃﻏﻠﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻨﺔ، ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺲ، ﺇﻥ ﻣﺎ ﻣﺮ ﺑﻚ ﻣﺮ ﺑﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻟﻜﻦ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺵ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﺮﺓ، ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺳﺎﻧﺖ ﻫﻴﻠﻴﻨﺎ: (ﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﺳﺘﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ)، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﺒﺮﺕ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﻛﻴﻠﺮ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻜﻤﺎﺀ: (ﺃﺟﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍً).
ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻴﺶ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﺑﻘﻠﺐ ﻣﺎﺿﻴﻚ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺻﺎﻏﺘﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﺎﻍ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﻗﻠﺐ ﺣﺎﺿﺮﻙ ﻣﻴﺪﺍﻧﺎً ﻟﻠﺘﺤﺪﻱ، ﻭﻗﻠﺐ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ أملاً ومليء ﺑﺮﻳﻘﺎً ﻭﻧﻮﺭﺍً ﺳﺎﻃﻌﺎً.
ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺑﻞ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﻟﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﺍﺗﺨﺬﻧﺎ ﻣﻮﻗﻔﺎً ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻘﺘﻠﻨﺎ ﺍﻟﻘﻠﻖ.. ﻭﺗﺘﺂﻛﻞ ﺃﻋﺼﺎﺑﻨﺎ.
من صفحة \"أهل مكة أدرى بشعبها\"