غزة ــ وكالات
نقلت الولايات المتحدة بصورة رسمية، امس الاثنين، سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بموجب القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب.
وأجريت مراسم تدشين السفارة الأمريكية المثير للجدل في مدينة القدس،على وقع “مجزرة” دامية في غزة جراء المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على حدود القطاع أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء.
فيما اطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص وقنابل الغاز على الفلسطينيين العزل المشاركين في أحدث موجة من فعاليات “مسيرة العودة الكبرى” التي انطلقت امس الاثنين على حدود غزة، تزامناً مع تدشين نقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن 41فلسطينيا قتلوا وأصيب أكثر من 2000 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي على الحدود شرق قطاع غزة، بينهم أطفال و2000 جريح ليرتفع بذلك عدد قتلى “مسيرة العودة الكبرى” التي انطلقت في 30 مارس 2018.
نداء دولي لوقف مزبحة غزة :
الى ذلك طالبت الحكومة الفلسطينية بـ”تدخل دولي فوري وعاجل لوقف المذبحة الرهيبة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا البطل” في قطاع غزة.
واتهمت الحكومة الفلسطينية، في بيان نشرته وكالة وفا الرسمية للأنباء على لسان المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية امس الإثنين، إسرائيل بارتكاب “مذبحة رهيبة” في قطاع غزة، بالتزامن مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، التي تم نقلها بموجب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بدوره طالب وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد، دول العالم التدخل لوقف “المجزرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة” ضد المتظاهرين على الشريط الحدودي للقطاع.
وأصدر عواد بياناً جاء فيه: “أطلق نداء عاجلاً لجميع دول العالم ومنظماته للعمل على إيقاف المجزرة التي ترتكبها إسرائيل حاليا ضد المتظاهرين العزل على الشريط الحدودي لقطاع غزة”.
عواد قال في بيانه: “على جميع دول العالم التي تتغنى وتدعم حقوق الانسان الوقوف بشكل جدي لحماية المدنيين العزل، وعلى منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والأمم المتحدة العمل على كبح جماح آلة القتل الإسرائيلية.
اضراب عام :
دعت منظمة التحرير الفلسطينية، إلى إضراب عام في الضفة الغربية وقطاع غزة غدا الثلاثاء، ردا على مقتل فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية خلال احتجاج على الحدود مع قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن واصل أبو يوسف منسق القوى الوطنية والإسلامية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قوله إن المنظمة أعلنت عن “إضراب شامل سيشمل كافة الأراضي الفلسطينية حدادا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا في قطاع غزة في مجزرة مروعة ارتكبها جنود الاحتلال الاسرائيلي”.
وكان آلاف الفلسطينيين احتشدوا قرب حدود القطاع مع إسرائيل، وسارع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على الأشخاص داخل الخيام، التي نصبت على طول الحدود
وذكر شهود فلسطينيون أن طائرات إسرائيلية ألقت أيضا مواد قابلة للاشتعال في الإطارات، التي يكدسها المحتجون استعدادا لإشعال النار فيها ودفعها نحو الحدود
ومن المقرر أن تصل الاحتجاجات، التي تحمل اسم “مسيرة العودة الكبرى” إلى ذروتها، غدا الثلاثاء، في اليوم الذي يطلق عليه الفلسطينيون يوم “النكبة”، عندما طُرد مئات الآلاف من منازلهم في عام 1948.
الى ذلك قررت الجامعة العربية عقد اجتماع غير عادي، الأربعاء، على مستوى المندوبين الدائمين لبحث القرار “غير القانوني” لنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.
وقد كشف مصدر دبلوماسي عربي عن تفاصيل القرار، ونقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.
وأضافت الوكالة الرسمية المصرية أن الاجتماع جاء بناء على طلب مندوب فلسطين وبالتشاور مع مندوب المملكة العربية السعودية التي تتولى رئاسة المجلس حاليا.
ادانة عربية ودولية:
أدانت دول عربية ما قالت الحكومة الفلسطنية “”المذبحة الرهيبة” التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، بالتزامن الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، وافتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة، في خطوة أثارت أيضا انتقادا للإدراة الأميركية.
وأدانت الحكومة الأردنية “القوة المفرطة” التي استخدمتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني: “ندين بأشد العبارات التصعيد الإسرائيلي ضدّ قطاع غزة ، والذي أسفر عن وقوع عدد كبير من الشهداء، بالإضافة إلى مئات الجرحى”.
ودعا المومني المجتمع الدولي إلى أن “يتحمل مسؤولياته من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية التي تقوض جهود السلام، وتدفع المنطقة باتجاه المزيد من العنف والصراع”.
وأعربت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن إدانتها الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد البيان رفض مصر القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة، محذرا من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد البيان دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن افتتاح السفارة الأميركية في القدس “خطوة بالغة الخطورة”، معتبرا أن الإدارة الأميركية لا تدرك “أبعادها الحقيقية”.
وأضاف أبو الغيط في تصريح للصحفيين أن “تساقط الشهداء الفلسطينيين اليوم برصاص الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يدق ناقوس خطر و(هو) تحذير لكل دولة لا تجد غضاضة في التماشي مع المواقف غير الأخلاقية أو القانونية”.
وتابع أن الفلسطينيين “يشعرون بتخلي الولايات المتحدة عن دورها التاريخي كوسيط نزيه في هذا النزاع، بعد أن كشفت واشنطن مع الأسف عن انحياز كامل للمواقف الإسرائيلية التي تُخاصم الشرعية والقانون الدوليين على طول الخط “.
واستنكر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، “بشدة” مضي الإدارة الأميركية قدما في إجراءات نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، رغم ما لقيه هذا “القرار الباطل” من رفض دولي واسع.
في غضون ذلك، دعا خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إسرائيل إلى وقف استخدام جميع أشكال القوة المفرطة ضد المحتجين الفلسطينيين.
كما دعوا إلى إجراء “تحقيق محايد ومستقل” في العنف الذي يرتكبه الجنود الإسرائيليون، وأدى إلى مقتل عشرات الفلسطينيين وجرح الآلاف.
وقالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إنها “قلقة بشأن الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن الاسرائيلية ضد المتظاهرين الفلسطينيين”.
وقالت اللجنة الدولية المؤلفة من 18 شخصا إنها تشعر بـ”القلق البالغ من أن العديد من القتلى والجرحى لم يكونوا يشكلون خطرا وشيكا وقت إطلاق النار عليهم”.