دولية

3 سيناريوهات للحرب بين واشنطن وبيونج يانج

جدة ــ وكالات

حذرت كوريا الشمالية مراراً من أن صراعاً واسع النطاق على وشك الاندلاع في شبه الجزيرة الكورية، ويبدو أن هذا الصراع على وشك الحدوث مع تبادل التصريحات الحادة بين كل من بيونج يانج وواشنطن خلال الأيام الأخيرة.

ورغم أن الأمر كان مرفوضاً سابقاً، لكن سيناريو الكابوس أصبح أكثر قرباً للحدوث، وذلك بعد تنفيذ كوريا الشمالية تجربتي إطلاق صاروخي باليستي عابرين للقارات في يونيو، بحسب صحيفة “تليجراف” البريطانية.

وتصاعدت الأزمة بين البلدين عقب التجارب الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية، فبعد العقوبات الأخيرة التي فرضها مجلس الأمن على كوريا الشمالية، وهددت الأخيرة بأن تشهد أمريكا “بحراً من النيران لا يمكن تخيله”، ورد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ذلك محذراً من أن كوريا الشمالية ستواجه “نيراناً وغضباً لم يشهدها العالم”.لكن بيونج يانج تجاهلت على الفور تحذيرات ترامب، وذلك مع إعلانها، الأربعاء، أنها “تدرس بعناية” خططاً لتنفيذ ضربة صاروخية على جزيرة جوام الأمريكية الواقعة في المحيط الهادي، التي تعد القاعدة الرئيسية لقاذفات القنابل النووية الأمريكية طويلة المدى ونظام الدفاع الصاروخي ثاد.

وضع المحللون عدداً من السيناريوهات حول تطور هذه التوترات إلى نزاع من شأنه تدمير شبه الجزيرة، ويحتمل أن يطال دولاً مجاورة مثل اليابان.ووفقاً لبعض التقديرات، فإن الحرب التقليدية يمكن أن تتسبب في مقتل نحو مليون شخص، ويمكن أن يرتفع هذا الرقم حال لجوء أي من الجانبين إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل.

والسيناريوهات الثلاثة الأكثر احتمالاً هي: هجوم استباقي محدود للولايات المتحدة، ثم ضربة أولى لكوريا الشمالية، وأخيراً تصعيد مفاجئ لصراع بسيط في قتال أكثر عمومية.

وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تروي في عاصمة كوريا الجنوبية سول، دانيال بينكستون إنه لا سبب وجيه يدفع للاعتقاد بأن نتيجة أي من السيناريوهات الثلاثة ستكون أي شيء غير الدمار.قال بيكستون لـ”تليجراف” إن “الولايات المتحدة وضعت في اعتبارها فكرة الضربات الاستباقية، للتقليل من قدرات كوريا الشمالية النووية المتنامية، وكان ذلك في عامي 1993 و1994، لكنهم قرروا رفض الفكرة في هذا الوقت، وأعتقد أنه من الصعب اليوم أن يأتي مثل هذا الهجوم بثماره”، وأضاف أن “الكوريين تعلموا تفريق أصولهم، ويستخدمون ملاجئ محصنة وسيكون من الصعب جداً القضاء على تلك الأهداف”.على الصعيد الدبلوماسي، سيكون من الصعب على الولايات المتحدة تأمين الدعم الدولي؛ فالصين هي حليف بيونج يانج الرئيسي، وتتمتع روسيا بحق الفيتو في مجلس الأمن، كما أنه من المحتمل أن تعارض كوريا الجنوبية واليابان مثل هذا الهجوم، لأنهما من سيتحملان عبء أي انتقام فوري.

وفى السياق أعدت وزارة الدفاع الأمريكية خطة لتوجيه ضربة وقائية ضد المواقع المحتملة لإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية، في حال أصدر الرئيس دونالد ترامب أمرا بذلك.

ونقلت قناة NBC التلفزيونية عن مصادر في القوات المسلحة قولها إن النقطة الرئيسية في الخطة تشمل هجوما باستخدام قاذفات استراتيجية من طراز ” B-1B لانسر”، تنطلق من قاعدة “أندرسن” في جزيرة غوام لضرب أكثر من عشرين موقعا لإطلاق الصواريخ والمرافق اللوجستية التابعة لها.

وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية بشكل خطير في الأيام الأخيرة. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية، أن بيونغ بانغ تدرس احتمال شن هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية في جزيرة غوام، وذلك ردا على إنذار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوريا الديمقراطية بـ”نار وغضب” في حال قيامها بتهديد فعلي للولايات المتحدة.

وانطلقت من هذه القاعدة الجوية، في يوليو الماضي، قاذفات استراتيجية أمريكية، جنبا إلى جنب مع طائرات من كوريا الجنوبية واليابان لتحلّق على مقربة من حدود كوريا الشمالية، ردا على التجارب الصاروخية الأخيرة لبيونغ بانغ. وتظهر في مشاهد الفيديو، التي وزّعتها دائرة الصحافة التابعة لقيادة سلاح الجو الأميركي في المحيط الهادي، إحدى الطائرات وهي تلقي ذخيرة تدريبية في مكان لم يتم تحديده بالضبط، لكن قناة “فوكس نيوز” الأمريكية ذكرت أنه بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية.

السيناريو الثاني يتمثل في هجوم مفاجئ لكوريا الشمالية، وعلى الأرجح يمكن أن يحدث هذا حال اعتقاد بيونج يانج أن أعداءها يخططون لهجوم أو محاولة لتغيير النظام. ويرى مراقبون أن ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونج أون سيفضل القتال على ترك النظام والذهاب للمنفى، حتى ولو كان هذا يعني استخدام أسلحة دمار شامل.

وتتوجه حوالي 10 آلاف قطعة مدفعية وقاذفات صواريخ إلى سول التي تضم 10 ملايين شخص، وستحاول الشمالية نقل الجنود عبر أنفاق تم حفرها أسفل المنطقة منزوعة السلاح، ووحدات الكوماندوز البرية في الجنوب عبر غواصة، بالإضافة إلى تنشيط الآلاف من العملاء النائمين الذين تسللوا إلى الجنوب.

قال بينكستون، إن السيناريو الثالث هو الطريق الأكثر احتمالا للحرب على شبه الجزيرة، مضيفًا أن “أكبر تهديد، وكما أعتقد، سيكون مجرد حادث أو سوء تقدير أو سوء فهم سيتصاعد بسرعة كبيرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *